كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

وهو خف البعير. واستعير ها هنا (¬1) لقدم الإنسان (¬2)، و "المنكوب" من نكبته الحجارة بالتخفيف إذا لثمته، أي: إذا دقته وكسرته.
6 - قوله: "ببَطْنِ شرْيَانَ": اسم موضع، و"الشريان" بكسر الشين المعجمة وفتحها؛ شجر يعمل منه القسِيّ، وقال الزمخشري: الشريَان بالفتح: الحنظل، ورأيت في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (¬3) ذكره بالسين المهملة والراء المشددة (¬4).
7 - قوله: "الطعنة النجلاء" بالنون والجيم، يقال طعنة نجلاء، أي: واسعة، قوله: "مثعنجر" بضم الميم وسكون الثاء المثلثة وفتح العين المهملة وسكون النون وكسر الجيم وفي آخره راء، وهو أكثر موضع في البحر [به] (¬5) ماء، وسمي به الرجل الشجاع الفائق، وفي حديث علي - رضي الله [تعالى] (¬6) عنه: "يَحْمِلُهَا الأَخْضَر المثعَنْجِرُ". قوله: "من نَجِيعِ الجوف" بفتح النون وكسر الجيم، وهو دم الجوف يضرب إلى السواد، قوله: "أسكوب" أفعول من السَّكْب.
8 - قوله: "القِرْن" بكسر القاف وسكون الراء، وهو مثل الرجل في السن، وأراد به ها هنا مثله في الشجاعة أيضًا.
10 - قوله: "العاتق" يقال: جارية عاتق، أي: شابة أول ما أدركت فَخدِرَتْ في بيت أهلها ولم تبن إلى زوج، و"العذراء": البكر، والجمع العذارى، و "مذعنة" من أذعن له إذا خضع وذل، قوله: "ينفح" بالحاء المهملة، من نَفَح الطيبُ إذا فاح، قوله: "من أردانها": جمع رُدْن، وهو الكُم.
الإعراب:
قوله: "أَبْلِغْ" أمر، و "أنت" مستكن فيه فاعله، و "هذيلًا" مفعوله، و "أبلغ" الثاني عطف عليه، وقوله: "من يبلغها" مفعوله، و "من" موصولة، ويبلغها صلتها، والضمير يرجع إلى هذيل وهو اسم قبيلة، قوله: "حديثًا": [مفعول] (¬7) ثان و "أبلغ" الأول، ويقدر مثله
¬__________
(¬1) في (1): واستعير هنا.
(¬2) استعاره تصريحية؛ حيث شبه قدم الإنسان بالمنسم، ثم حذف المشبه وأبقى المشبه به. ينظر إيضاح الاستعارة في: علم البيان لعبد العزيز عتيق (176) وما بعدها، ينظر اللسان، مادة: "نسم".
(¬3) علي بن الحسين بن محمد بن أحمد بن الهيثم المرواني القرشي أبو الفرج الأصفهاني، من أئمة الأدب، له الأغاني وغيره (ت 356 هـ). ينظر الأعلام (4/ 78)، ووفيات الأعيان (1/ 334).
(¬4) الأغاني (22/ 356) وفيه: "ببطن شريان" بالشين المعجمة لا بالسين المهملة.
(¬5) ما بين المعقوفين زيادة لإصلاح العبارة.
(¬6) ما بين المعقوفين زيادة في (أ).
(¬7) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

الصفحة 359