كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)
إلى الله أشْكُو لا إلَى النَّاسِ أَنَّنِي ... وَلَيْلَى كِلانَا مُوجَعٌ مات وَاحِدُه
توفي ذو الرمة سنة سبع عشرة ومائة، ولما حضرته الوفاة قال: أنا ابن نصف الهرم، أي ابن أربعين سنة، وأنشد (¬1):
يا قَابِضَ الروح عن نَفْسِي إذا احْتُضِرَتْ ... وَغَافِرَ الذَّنْب زَحْزِحْنِي عَنِ النَّارِ
وإنما سمي بذي الرمة لقوله يصف الوتد (¬2):
1 - لَمْ يُبقِ غيرَ مُثَّلٍ رُكُودٍ ... غَيرَ ثَلاثٍ بَاقِيَات سُودِ
2 - وبَعْدَ مَرْضُوخِ القَفَا مَوْتُودِ ... أشْعَثَ بَاقِي رُمَّةِ التَّقْلِيدِ
والرُّمَّةُ بضم الراء وتشديد الميم؛ بَقِيّةُ حَبلٍ خَلِق، ورمت العظام بليت، وقال الجوهري: الرُّمَّم، قطْعَةْ من الحبلِ بَالِيَةٌ، والجمعُ: رُمَمٌ ورِمَامٌ (¬3)، والبيت المذكور من قصيدة ميمية أولها هو قوله:
1 - أأَنْ تَرَسَّمْتَ مِنْ خَرْقَاءَ مَنْزِلَةً ... ماءُ الصَّبَابَةِ مِنْ عَينَيكَ مَسْجُومُ (¬4)
2 - كَأَنَهَا بَعْدَ أَحْوَالٍ مَضَينَ لَهَا ... بالأَشْيَمَينِ يَمَانٍ فِيهم تَسْهِيمُ
3 - أَوْدَى بهَا كُلُّ عَرَّاصٍ أَلثَّ بِهَا ... وَجَافِلٌ مِنْ عجاجِ الصَّيفِ مَهْجُومُ
4 - وَدِمْنةً هَيَّجَتْ شوقي معالِمهُا ... كَأَنَّهَا بِالْهِدَمْلاتِ الرَّوَاشِيمُ
5 - مَنَازِلَ الحق إِذْ لا الدَّارُ نازِحِةٌ ... بالأَصْفِيَاءِ وَإذْ لا الْعَيشُ مُذْمُومُ
6 - قَدْ يَتْرُكُ الأَرْحَبِيُّ الوَهْمُ أرْكُبُهَا ... كَأَنَّ غَارِبَهُ يَافوخُ مَأْمُومُ (¬5)
7 - بَينَ الرَّجَا والرَّجَا مِنْ جَنْبِ وَاصِيَةٍ ... يَهْمَاءَ خَابِطُهَا بالخَوْفِ مَعْكُومُ (¬6)
8 - لِلْجِنِّ بِاللَّيْلِ في أَرْجَائِهَا زجَلٌ ... كَمَا تَنَاوَحَ يوم الريحِ عَيشُومُ
¬__________
(¬1) من البسيط، ديوانه (3/ 1875)، وروايته في الديوان:
يا مخرج الروح من جسمي إذا احتضرتْ ... وفارج الكرب زحزحني عن النار
(¬2) من الرجز، ديوانه (1/ 328)، وروايته البيت الثاني:
وغير مرضوخ القفا موتود ... ....................................
اللغة: الرضوخ: كلمة أعجمية، ومعناها: الانكسار، موتود: مذلول ثابت، أشعث: متغير، الرُّمَّة: رأس الوتد، وقطعا حبيل بالٍ، والبيت ورد شاهدًا على تسمية ذي الرمة بهذا الاسم.
(¬3) الصحاح للجوهري، مادة: "رمم".
(¬4) روايته في الديوان: "عَن ترسمت".
(¬5) هذا البيت غير موجود في الديوان.
(¬6) هذا البيت ترتيبه في القصيدة رقم (32)، الديوان (1/ 406):
بين الرجا والرجا من جنب واصية ... .............................
الصفحة 376