كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

هو في رواية الصاغاني، ولا شاهد فيه (¬1)، وفي رواية أبي زيد: نحن اللذين، ولا شاهد في هذا أيضًا، يعني: نحن القوم اللذين صبحوا، من صبحته إذا أتيته صباحًا، ولا يراد بالتشديد هنا التكثير.
3 - قوله: "يَوْمَ النُّخَيلِ" بضم النون وفتح الخاء المعجمة؛ تصغير نخل، ونخيل: اسم لأربعة (¬2) مواضع:
الأول: النخيل: اسم عين قرب المدينة على خمسة أميال.
الثاني: ذو النخيل: موضع قرب مكة.
الثالث: ذو النخيل: موضع دوين حضر موت.
الرابع: موضع بالشام. وهو الذي أراده الشاعر من قوله: "يوم النخيل" (¬3)، قوله: غارة" الغارة: اسم من الإغارة على العدو، قوله: "ملحاحًا" بكسر الميم وبالحائين المهملتين، وهو مفعال من ألحَّ السحاب: دام مطره، وألحَّ السائل إذا ألحف، وأراد: غارة شديدة لازمة، قوله: "مذحج" بفتح الميم وسكون الذال المعجمة وكسر الحاء المهملة، وفي آخره جيم، ومذحج: شعب عظيم فيه قبائل وأفخاذ وبطون، واسمه: مالك بن أدد، وقال ابن دريد: مذحج أكمة ولدت عليها أمهم فسُمّوا مذحجًا، ومذحج: مفعل من قولهم: ذحجت الأديم وغيره إذا دلكته (¬4)، قوله: "فاجتحناهم" من الاجتياح بالجيم في أوله والحاء المهملة في آخره، وهو الإهلاك والاستئصال.
4 - و"السارح": المال السائم، وكذلك السرح. و"المراح" بضم الميم؛ حيث يأوي (¬5) إليه الإبل والغنم بالليل، قوله: "مفاحا" بالفاء؛ أي: مهراقًا، يقال: فاح دمه وأفاح جميعًا يفيح فيحًا ويفيح إفاحة، لم يعرف الرياشي (¬6) ولا أبو حاتم أفاح، قوله: "أو دمًا مفاحًا" هكذا هو في رواية
¬__________
(¬1) لأنه ورد بالياء والنون فلا خلاف، وانظر حديثًا مفصلًا عن هذا الشاهد، وكيف حرفه النحويون للاستشهاد به في كتابنا: تغيير النحويين للشواهد (94، 95).
(¬2) في (أ، ب): (لأربع) فأثبت الصحيح؛ حيث يذكر مع المؤنث ويؤنث مع المذكر، والموضع جمع موضع وهو مذكر.
(¬3) معجم البلدان (5/ 321، 322)، تحقيق: فريد عبد العزيز الجُنْدِي، ط. دار الكتب العلمية، أولى (1990 م).
(¬4) في اللسان، مادة: "مذحج" يقول ابن منظور: "مَذْحِجٌ مثل مسجد؛ أَبو قبيلة من اليمن، وهو مَذحِجُ بن يُحابِرَ بن مالكِ بن زَيْدِ بنِ كهْلانَ بن سبأٍ، قال سيبويه: الميم من نفس الكلمة"، وفي المصباح المنير، مادة: "ذحج" يقول الفيومي: "مذحج وزان مسجد، اسم أكمه باليمن ولدت عندها امرأة من حمير، وميمه زائدة، وجعلها سيبويه أصلية، وهو ضعيف، وهو من زحجت المرأة بولدها تذحج إذا رمته، والمذحج موضع الفعل".
(¬5) في (أ): تأوى.
(¬6) هو العباس بن الفرح أبو الفضل الرياشي، لغوي نحوي، صنف كتاب الخيل، وكتاب الإبل وغيرهما (ت 257 هـ).
ينظر البغية (2/ 27).

الصفحة 392