كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

فتغيرت بعدهم عما كنت عليه فكيف تنعم بعدهم؟ وكأنه يعني نفسه بذلك، وضرب المثل بوصف الطلل.
وقوله: "يعمن" أصله: ينعمن، وهو فعل مؤكد بالنون، قوله (¬1): "من كان" فاعله، [من] (¬2) موصولة، و" كان في العصر الخالي" صلته، واسم كان هو الضمير الذي فيه، وقوله: "في العصر" خبره، و"الخالي": صفة للعصر.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "من كان" حيث استعمل "من" التي هي للعقلاء فيمن نُزِّلَ منزلتهم كما في البيت المذكور قبل هذا، فافهم (¬3).

الشاهد السادس بعد المائة (¬4) , (¬5)
إذَا مَا لَقيتَ بَنِي مَالِكٍ ... فَسِلِّمْ عَلَى أَيُّهُمْ أَفْضَلُ
أقول: قائله هو غسان بن وعلة بن مرة بن عباد، وأنشده أبو عمرو الشيباني في كتاب الحروف.
وهو من المتقارب، وأصله: فعولن ثمان مرات (¬6)، وفيه القبض والحذف، فقوله: "لقيت" مقبوض، وقوله: "لك" محذوف؛ لأن (¬7) وزنه فعل.
المعنى: ظاهر.
الإعراب:
قوله: "إذا ما لقيت" كلمة "ما": زائدة (¬8)، و"إذا" فيها معنى الشرط؛ فلذلك دخلت الفاء في جوابها، وهو قوله: "فسلم"، و"بني مالك" كلام إضافي مفعول لقوله: "لقيت"،
¬__________
(¬1) في (أ): وقوله.
(¬2) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬3) ينظر الشاهد رقم (104).
(¬4) ينظر ابن الناظم (36)، وتوضيح المقاصد للمرادي (1/ 244)، وأوضح المسالك لابن هشام (1/ 109)، وشرح ابن عقيل على الألفية (1/ 162).
(¬5) البيت من بحر المتقارب، وهو لغسان بن وعلة، وهو في التصريح (1/ 135)، والهمع (1/ 84)، والدرر (1/ 60)، وحاشية الصبان (1/ 166)، وشرح المفصل لابن يعيش (3/ 147)، (7/ 87).
(¬6) في (أ، ب): فعولن فعولن ثمان مرات، والصواب: فعولن ثمان مرات.
(¬7) في (أ): فإن.
(¬8) تزاد (ما) بعد أي أداة الشرط جازمة كانت نحو: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ} [النساء: 78] أو غير جازمة نحو: {حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ} [فصلت: 20]. ينظر المغني (1/ 314).

الصفحة 400