كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

وهذان البيتان من قصيدة لامية، أولها هو قوله:
1 - ألا زعَمَتْ أسْمَاءُ أن لا أُحِبُّها ... فقلتُ بلى لولا يُنَازِعُنِي شُغلي
2 - جزيتك ضِعْفَ الوُدّ لما اشتكيته ... وما إن جَزَاك الضِّعْفَ من أحدٍ قبلي
3 - لعمرك ما عَيسَاءُ تَتبَعُ شادِنًا ... يَعَنُّ لَهَا بالجَزْع من نَخِب النَّجْلِ
4 - إذا هي قامت تَقْشَعِر شَوَاتها ... ويشرق بين الليتِ منها إلى الصقْلِ
5 - ترى حَمْشًا في صدوها ثم إنها ... إذا أدبَرَتْ وَلّتْ بِمُكْتَنَزٍ عَبْلِ
6 - وما أم خشف بالعَلايَة تَرْبحِي ... وترْمُقُ أحيَانَا مُخْاتِلَةَ الحَبلِ
7 - فإن تَزْعُمِيني كنت أجْهَلُ فِيكُمُ ... فإني شَرَيْتُ الحِلْمَ بَعْدَكِ بِالجَهْلِ
8 - وقال صَحَابِي قد غُبِنتَ وخِلتَنِي ... غَبِتتَ فلا أَدْري أَشَكْلُهُمُ شكلي
9 - فإن تك أنثى في معدٍ كريمةُ ... علينا فقد أُعطيت نَافِلَةَ الفَضْلِ
10 - على أنَّهَا قَالت رأيتُ خُوَيلِدًا ... تَنَكَّرَ حتى عَادَ أَسْوَدَ كالجِذْل
11 - فتلكَ خُطُوبٌ ............. .... ........................ إلخ
وجملتها ثلاثون بيتًا، وهي من الطويل.
1 - قوله: "ينازعني": مبتدأ بتقدير أن، و "لولا": كلمتان؛ يعني: لو لم، وجواب لولا أو جواب لو محذوف.
3 - قوله: "عيساء": واحدة العيس، وهي إبل بيض في بياضها ظلمة خفية (¬1)، و "الشادن": ولد الظبية، قوله: "يعن"؛ أي: يعرض لها بالجِزْع؛ بكسر الجيم وسكون الزاي المعجمة، وهو منعطف الوادي، قوله: "من نخب" بفتح النون وكسر الخاء المعجمة وفي آخره باء موحدة؛ وهو وادٍ بالطائف، و "النَّجْل" بفتح النون وسكون الجيم؛ وهو الماء يظهر من الأرض.
4 - وقوله: "شواتها" الشواة بضم (¬2) المعجمة: جلدة الرأس، أراد يقشعر الشعر الذي في الرأس، قوله: "ويشرق" أي: يضيء، و"اللِّيت" بكسر اللام وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره تاء مثناة من فوق؛ وهي صفحة العنق، و "الصقل": الخاصرة.
5 - قوله: "حمشًا " بفتح الحاء المهملة؛ أي: دقة، و "عبل" أي: ضخم.
6 - وأراد بـ"أم خشف" الظبية، و "العلاية" أرض، و "مخاتلة" أي: مخادعة، وأراد "الحبل" حبل الصائد.
¬__________
(¬1) في (أ): خفيفة.
(¬2) في (أ): بفتح الشين.

الصفحة 422