كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

7 - قوله: "شريت" بمعنى: اشتريت، ويأتي بمعنى بعت، والمعنى ها هنا: بعا الجهل بالحلم. 8 - قوله: "وقال صحابي قد غبنت"، لأنه باع الجهل بالحلم، فقال: بل أنا الغابن، ولا أدري أهم [على] (¬1) ما أنا عليه أم لا؛ والمعنى: طريقهم طريقي أم غيرها فحذف أم ومعطوفها، كقوله (¬2):
........................ ... فَمَا أَدْرِي أَرُشْدٌ طِلابُهَا
أي: أم غي.
10 - قوله: "رأيت خويلدًا" المراد (¬3) به نفسه، وهو أبو ذؤيب خويلد بن خالد، قوله: "تنكر" أي تغير، و "الجذل" بكسر الجيم وسكون الذال العجمة، أصل الشجر، وقال الأخفش: العود اليابس (¬4).
11 - قوله: "خطوب" جمع خطب، وهو الأمر العظيم، قوله: "تملت شبابنا" أي: استمتعت بشبابنا، يقال: تمليتُ عمري، أي: استمتعت به، ويقال: تمليت حبيبًا، أي: عضت معه ملاوة من الدهر بتثليث الميم، أي: حينًا وبرهة، وكذلك: الملوة بتثليث الميم، قوله: "فتبلينا" أي: تفنينا، من الإبلاء، وثلاثيه: بلى يبلى بلاءً (¬5)، قوله: "المنون" أي: المنية، قال الفراء: المنون مؤنثة وتكون واحدة وجمغا (¬6)، ويقال: المنون: الدهر، لأنه يمن قوى الإنسان، أي: ينقصها، وكون بمعنى الموت لأنه يقطع الحياة من قوله تعالى: {فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} (¬7) [التين: 6].
12 - قوله: "يستلئمون" من استلأم الرجل، إذا لبس اللأمة وهي الدرع، قوله: "يوم الروع" بفتح الراء، أي: يوم الحرب، لأنه يوم فيه الروع والفزع، قوله: "كالحدأ" بكسر الحاء وفتح الدال المهملتين وفي آخره همزة، وهو جمع حدأة، وهي الطائر المعروف، كعنب جمع عنبة.
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬2) هذا جزء بيت من الطويل لأبي ذؤيب الهذلي أيضًا، وصدره:
دعاني إليها القلب إني لأمره ... سميع .............................
والبيت شاهد على حذف أم المتصلة ومعطوفها، والتقدير: أرشد طلابها أم غي، والبيت من قصيدة طويلة في ديوان الهذليين (1/ 70)، وينظر المغني (43)، والخزانة (11/ 251)، والدرر (6/ 102)، وشرح عمدة الحافظ (655)، وشرح شواهد المغني للسيوطي (27)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 132).
(¬3) في النسخة (أ): أراد به نفسه.
(¬4) قال ابن منظور: "الجذْل: أصل الشيء الباقي من شجرة وغيرها بعد ذهاب الفرع" اللسان، مادة: "جَذل".
(¬5) في (أ): بلى.
(¬6) المذكر والمؤنث للفراء (89)، تحقيق: د. رمضان عبد التواب، مكتبة دار التراث، بدون.
(¬7) وهي في (أ، ب): "لهم أجر غير ممنون".

الصفحة 423