كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

بإضافة العزم إلى الضمير، قوله: "صاحبًا" إما مفعول "يرضى"، فالمستثنى مقدم، وإما حال من المستثنى (¬1) والاستثناء مفرغ.
الإعراب:
قوله: "تلادي": فاعل لقوله: "ويصغر"، قوله: "عيني": فاعل لقوله: "إذا انثنت" وجواب "إذا" تقدم عليه وهو قوله: "يصغر" والباء في: "بإدراك" يتعلق بها، وقوله: "كنت طالبًا": جملة وقعت صلة الموصول.
الاستشهاد فيه:
على حذف العائد المجرور بإضافة الوصف إليه وهو (¬2) قوله: "كنت طالبا" أي كنت طالبه، كما في قوله تعالى: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} [طه: 72] أي: ما أنت قاضيه (¬3).

الشاهد الثامن والعشرون بعد المائة (¬4)، (¬5)
أطَوِّفُ مَا أُطَوِّفُ ثُمَّ آوي ... إِلَى بَيتٍ قَعِيدَتُهُ لَكَاعِ
أقول: قائله هو الحطيئة، واسمه جرول بن أوس بن جؤية بن مخزوم بن غالب بن قطعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، ويكنى: أبا مُلَيكَة، وجرول (¬6) في اللغة: الحجر، والحطيئة: تصغير حطأة؛ وهي الضرطة، قال الجوهري: الحطيئة: الرجل القصير (¬7)، قال ثعلب (¬8): سمي الحطئة لدمامته (¬9)، قدم الحطيئة المدينة أول خلافة عمر بن الخطاب -رضي اللَّه تعالى عنه- والحطيئة
¬__________
(¬1) في (ب): الاستثناء.
(¬2) في (ب): وهي.
(¬3) قال المصرح: "ويجوز حذف العائد المجرور بالإضافة إن كان المضاف الجار للعائد وصفًا ناصبًا للعائد تقديرًا بأن كان اسم فاعل بمعنى الحال أو الاستقبال غير ماض خلافًا للكسائي نحو: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ} [طه: 72] والأصل: فاقض الذي أنت قاضيه، فحذف العائد على ما، وهو موصول اسمي". التصريح بمضمون التوضيح (1/ 146)، وينظر شرح الأشموني (1/ 172)، وشرح التسهيل للمرادي (1/ 205، 206)، قال ابن مالك:
كذاك حذف ما بوصف خفضًا ... كأنت قاض بعد أمر من قضى
(¬4) شرح ابن عقيل (1/ 139).
(¬5) البيت من بحر الوافر للحطيئة، وهو في ديوانه (250) بشرح ورواية ابن السكيت، تحقيق دكتور حنا الحتي، وينظر الخزانة (2/ 404)، والكامل (338)، وشرح المفصل لابن يعيش (4/ 57)، والهمع (1/ 82).
(¬6) في (أ): والجرول.
(¬7) الصحاح، مادة: (حطأ).
(¬8) ثعلب: هو أحمد بن يحيى بن يسار الشيباني أبو العباس ثعلب، صنف: المصون في النحو، واختلاف النحويين، والتصغير، والوقف والابتداء، والمجالس وهو مطبوع ومشهور، والفصيح، وغيرها توفي سنة (291 هـ) بغية الوعاة للسيوطي (1/ 396، 397).
(¬9) الخزانة (2/ 406).

الصفحة 438