كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

والبيت الذكور من قصيدة من الطويل، وأولها هو قوله:
1 - ألَم تَرَ أنِّي بَعْدَ عَمْرو وَمَالِكٍ ... وَعُرْوَةَ وابْنَ الهول لَسْتُ بِخَالِد
2 - وَكَانُوا بَنِي سَادَاتِنَا فَكَأنمَا ... تُسَاقَوْا علَى لوح دِمَاء الأَسَاودِ
3 - وَمَا نَحْنُ إِلَّا مِثْلُهُم غَيرَ أننَا ... كَمُنْتَظِرٍ ظَمَأً وآخَرَ وَاود
4 - هُمْ سَاعِدُ الدَّهْرِ الذِي يُتَّقَى بِهِ ... وَمَا خَيرُ كَفٍّ لا تَنُوءُ بِسَاعِدِ (¬1)
5 - أُسُودُ شَرًى لاقَتْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ ... تَسَاقَتْ عَلَى لوحِ سمَام الأَسَاودِ (¬2)
6 - وَإنَّ الَّذِي حَانَتْ بِفَلْجٍ دِمَاؤُهُم ... هُمُ القَوْمُ كُلُّ القَوْمِ يا أُمَّ خَالِد
وقد نسب أبو تمام -في كتابه المختار من أشعار القبائل هذه الأبيات إلى حريث بن مُخَفِّض (¬3).
2 - قوله: "دماء الأساود": جمع أسودة، والأسودة: جمع سواد، والسواد: الشخص، وأراد بالأساود شخوص الموتى.
5 - قوله: "أسود شرى" بفتح الشين العجمة والراء، وهو طريق في سلمى كثير الأسود، قوله: "أسود خفية" مثل قولهم: أسود جلية، وهما مأسدتان، و "السمام": جمع سم.
6 - قوله: "وإن الذي حانت" ويروى: وإن الألى حانت، أي: هلكت، من الحَين -بفتح الحاء وهو الهلاك، قوله: "بفلج" بفتح الفاء وسكون اللام وفي آخره جيم وهو الموضع بين البصرة وضربة، وهو مصروف، وأما فَلَجة- بتحريك اللام فهو اسم مدينة بأرض اليمن فيها منبر وتسمى فلج الأفلاج، وكذلك فلج: أرض من مساكن عاد، قوله: "دماؤهم" أي: أنفسهم (¬4).
الإعراب:
قوله: "وإن الذي" الواو للعطف، و "إن": حرف من الحروف المشبهة بالفعل، وقوله؛ "الذي" موصول، و "حانت بفلج دماؤهم" جملة من الفعل والفاعل صلة للموصول، والمجموع اسم إن، وقوله: "هم": مبتدأ، و "القوم" خبره، و "كل القوم": كلام إضافي
¬__________
(¬1) في (ب) روايته:
هم ساعدو الدهر ........... ... ..................
(¬2) في (أ) روايته:
أسود شرى لاقت أسود خفية ... تساقوا على حرد دماء الأساود
(¬3) هو حريث بن سلمة بن مرارة بن مخفض الخزاعي المازني التميمي شاعر جاهلي وعاش في الإسلام (ت 65 هـ).
ينظر الأعلام (2/ 174).
(¬4) في (أ): نفوسهم.

الصفحة 449