كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

قوله: "حَيْنًا" أي: هلاكًا، قوله: "سراتنا" -بفتح السين والراء: جمع سريّ: وهو جمع عزيز أن يجمع فعيل على فعلة ولا يعرف غيره (¬1)، و "سراة القوم": أكابرهم وساداتهم، قوله: "مينا" -بفتح الميم وسكون الياء آخر الحروف؛ وهو الكذب، و"الثقاف" بكسر الثاء المثلثة وتخفيف القاف وفي آخره فاء؛ وهو ما تسوى به الرماح، و "الصعدة" بفتح الصاد وسكون العين وفتح الدال: المهملات، وهي القناة المستوية، تنبت كذلك لا تحتاج إلى تثقيف، قوله "لوينا": من لوى الرجل رأسه وألوى برأسه؛ أمال وأعرض، قوله "نحمي حقيقتنا" الحقيقة: ما يحق على الرجل أن يحميه، يقال: فلان حامي الحقيقة، قوله: "هامهم"؛ جمع هامة، وهي الرأس، و "البواتر": السيوف القاطعة، قوله: "نحن الألى" أي: نحن الذين عرفوا بالشجاعة فاجمع جموعك ثم وجههم إلينا؛ فإنا لا نبالي بهم، ولا هم عندنا في حساب.
الإعراب:
قوله "نحن": مبتدأ، وخبره قوله "الألى" وهو بمعنى الذين، وصلتها محذوفة (¬2) لدلالة قوله: "فاجمع جموعك ... إلخ" عليه.
وهو موضع الاستشهاد:
وهو أن الصلة لا بد منها للموصول، إما لفظًا وإما تقديرًا، والمقدر كالملفوظ عند القرينة، وهذا نحو قول الكميت (¬3):
فإن أَدَعِ اللَّوَاتِي مِن أُناسٍ ... أَضَاعُوهنَّ لا أَدَعِ الّذِينَا
قال أبو عبيد: الذين ها هنا لا صلة لها.
والمعنى: إن أدَعْ ذكرَ النساء فلا أدع الرجال، وقال ابن هشام في فوائده: قد يذكر الموصول بغير صلة؛ كقول الكميت: فإن ادع ... إلخ (¬4)، وفيه استشهاد آخر وهو أن الألى بمعنى الذينَ.
¬__________
(¬1) الصحاح، مادة: "سرا".
(¬2) في النسخة (أ): محذوف.
(¬3) البيت من بحر الوافر للكميت في ديوانه (2/ 130) وانظره في الخزانة (6/ 157).
(¬4) قال ابن هشام: "أو حذف الصلة يجوز قليلًا لدلالة صلة أخرى .. أو لدلالة غيرها كقوله ( ... البيت) " ينظر المغني (625)، والهمع (1/ 89)، والأشموني (1/ 160).

الصفحة 459