كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

كمأة صغار مزغبة على لون التراب، قاله أبو زيد، ويقال: هي الكمأة البيض، ويقال لها: شحمة الأرض، ويقال لها: العساقيل.
و"بنات الأوبر": ضربان من الكمأة رديئان، وفيه نظر؛ لأن الرديء هو بنات أوبر فقط، فلذلك قال: "ولقد نهيتك عن بنات الأوبر" (¬1) إنما كان عن بنات الأوبر فقط، ولم يكن عن العساقيل أيضًا.
الإعراب:
قوله: "ولقد" الواو للقسم، واللام وقد للتأكيد والتحقيق، قوله: "جنيتك": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، وأصله: جنيت لك كما ذكرنا، فحذف الجار توسعًا (¬2) قوله: "اكمؤًا": مفعول جنيت، و: "عساقلًا": عطف عليه، من قبيل عطف الخاص على العام (¬3)، قوله: "ولقد نهيتك": عطف على قوله: "ولقد جنيتك"، قوله: "عن": يتعلق بـ "نهيتك".
الاستشهاد فيه:
على زيادة اللام في قوله "الأوبر" والأصل: بنات أوبر بدون اللام، وإنما زيدت لأجل الضرورة، لأن ابن أوبر علم على نوع من الكمأة، ثم جمع علي بنات أوبر؛ كما يقال في: ابن عرس، بنات عرس، ولا يقال بنو عرس؛ لأنه لما لا يعقل (¬4)، ورده السخاوى (¬5) بأنه لو كانت اللام فيه زائدة، لكان وجودها كالعدم فكان خفضه بالفتحة؛ لأن فيه العلمية والوزن (¬6).
قيل: هذا سهو منه؛ لأن أل تقتضي أن ينجرّ الاسم بالكسرة، ولو كانت زائدة؛ لأنه قد أمن فيه من التنوين (¬7).
وقيل: أل فيه للمح الصفة الأصل؛ لأن "أوبر" صفة، كحسن وحسين وأحمر (¬8).
¬__________
(¬1) اللسان، مادة: "وبر".
(¬2) ينظر مغني اللبيب (640)، وشرح شواهده (166).
(¬3) ينظر عطف الخاص على العام في الإيضاح في علوم البلاغة (197) للخطيب القزويني، ط. دار الكتب العلمية بيروت، أولى (1985 م).
(¬4) ينظر المغني لابن هشام (52).
(¬5) السخاوي: علي بن محمد بن عبد الصمد الهمداني المصري السخاوي الشافعي، أبو الحسن، علم الدين: عالم بالقراءت والأصول واللغة والتفسير، وله نظم، من كتبه: "جمال القراء"، و "المفضل، شرح المفصل للزمخشري" أربعة أجزاء، (ت 643 هـ). ينظر الأعلام للزركلي (4/ 332).
(¬6) ينظر المغني لابن هشام (52).
(¬7) هو قول ابن هشام في المغني (52).
(¬8) ينظر المغني لابن هشام (52).

الصفحة 466