كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

وتشديد النون؛ أعلى الجبل، وتجمع على قنان، مثل القلة وتجمع على قلال، ومثل: برمة وبرام وقنن وقنات، و"العزى" فُعْلَى: اسم لصنم كان لقريش وبني كنانة، ويقال: "العزى" سمرة كانت لغطفان يعبدونها، وكانوا بنَوْا عليها بيتًا وأقاموا لها سَدَنة، فبعث إليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد - رضي الله عنه - فهدم البيت وأحرق السمرة وهو يقول (¬1):
يَا عُزّ كُفْرَانَكِ لا سُبْحَانَكِ ... إنّي رَأَيْتُ اللهَ قَدْ أَهَانَكِ
قوله: "وبالنسر": اسم لصنم كان لذى الكلاع بأرض حِمْيَر، وكان "يغوث" لمذحج، و "يعوق" لهمدان؛ من أصنام قوم نوح - عليه السلام -، قال الله تعالى: {وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: 23].
قوله: "عَندما" -بفتح العين المهملة وسكون النون؛ هو البقم، وهو شجر يصبغ به، ويقال: العندم: دم الأخوين.
2 - قوله: "في كل بيعة" -بكسر الباء الموحدة؛ وهو متعبَّد النصارى، وقيل: البيعة لليهود والكنيسة للنصارى، قوله "أبيل الأبيلين" الأبيل -بفتح الهمزة وكسر الباء الموحدة وسكون الياء آخر الحروف وفي آخره لام على وزن الأمير؛ هو (¬2): الراهب سمي به لتأبله عن النساء وترك غشيانهن، والفعل منه: أبل يأبل أبالة؛ إذا تنسك وترهب، وقال ابن فارس: الأبيل: راهب النصارى، وكانوا يسمون عيسى - عليه السلام - أبيل الأبيلين معناه: راهب الراهبين (¬3)، وقال ابن الأثير: ويروى:
........................... ... أبيل الأبيِلِيِّينَ عيسى بْنَ مريمَا
على النسب (¬4).
3 - قوله: "يوم لعلع" -بلامين مفتوحتين وعينين مهملتين، قال ابن فارس: هو مكان (¬5)، وقال ابن الأثير: لعلع اسم جبل (¬6).
¬__________
(¬1) البيت من بحر الرجز، وهو في البحر المحيط (8/ 161).
(¬2) في (أ): وهو.
(¬3) في معجم مقاييس اللغة: "قال الخليل: الأبيل من رؤوس النصارى"، مادة: "أبل".
(¬4) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (1/ 16) "دار الفكر".
(¬5) مجمل اللغة، مادة: "لع".
(¬6) النهاية في غريب الحديث لابن الأثير (4/ 254)، وفي معجم البلدان، مادة: "لعلع": "لَعلَعٌ: بالفتح ثم السكون واللعلع في لغتهم: السراب، ولعلع: جبل كانت به وقعة لهم. قال أبو نصر: لعلع: ماءٌ في البادية، وقد وَردته، وقيل: لعلع: منزل بين البصرة والكوفة".

الصفحة 468