كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

الإعراب:
قوله "أما": تنبيه واستفتاح مثل ألا (¬1)، "ودماء": مجرور بواو القسم، أي وحق دماء، وجواب القسم في البيت الثالث، وهو قوله: "لقد ذاق منا عامر"، قوله: "مائِرات": صفة للدماء، قوله: "تخالها": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، صفة أخرى للدماء.
قوله: "على قنة العزى": يتعلق بمحذوف، وهو في موضع النصب على الحال من الضمير المنصوب في "تخالها"؛ أي: تحسبها في حالة كونها على رأس العزى عَنْدَمًا؛ لأنهم كانوا يصيبون الصنم بذلك الدم، و "بالنسر" الباء فيه بمعنى على، أي: وعلى النسر، أي: وعلى قنة النسر، والباء تجيء بمعنى على كما في قوله تعالى (¬2): {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ} [آل عمران: 75] " أي: على قنطار (¬3).
قوله: "عندمًا" منصوب؛ لأنه مفعول ثانٍ لقوله: "تخالها"، قوله: "وما سبح الرهبان": كلمة "ما" مصدرية أي؛ وحق تسبيح الرهبان وتنزيههم، "أبيل الأبيليين": كلام إضافي منصوب بقوله: "سبح"، ومعناه: لمائرة الرهبان أبيل الأبيلين.
قوله: "المسيح بن مريما": عطف بيان من أبيل الأبيلين، قوله: "لقد ذاق": جواب القسم، و "عامر": فاعله، و "حسامًا": مفعوله، قوله: "إذا ما هزّ بالكف صمما": جملة وقعت صفة للحسام، ومعنى "صمم": عض وأثبت أسنانه.
الاستشهاد فيه:
على دخول الألف واللام في "النسر" لأجل الضرورة؛ وذلك لأن نسرًا علم لصنم معين كما ذكرنا، فلا يحتاج إلى التعريف (¬4).
¬__________
(¬1) أما حرف استفتاح مثل (ألا)، ويكثر ذلك قبل القسم نحو: أما والله لقد كان كذا وكذا، وقد تحذف ألفها. ينظر الجنى الداني (390).
(¬2) وتمام الآية: {وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ .. }.
(¬3) قال المرادي: "العاشر: الاستعلاء، وعبر بعضهم عنه بموافقة على، وذكروا لذلك أمثلة؛ منها قوله تعالى ( ... الآية) ". الجنى الداني (42، 43).
(¬4) قال ابن مالك: "عروض زيادتها في علم كقول الشاعر .. وقال آخر: " ... البيت" أراد نسرًا وهو صنم". ينظر شرح التسهيل لابن مالك (1/ 259، 260)، والبيت في اللسان: "عندم" غير منسوب لأحد، والمنصف (3/ 134).

الصفحة 469