كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

الشاهد الخمسون بعد المائة (¬1) , (¬2)
خَليليَّ ما وافٍ بعَهدِي أنتُمَا ... إذا لم تَكُونَا لِي عَلَى مَن أُقَاطِعُ
أقول: لم أقف على اسم قائله.
وهو من الطويل من الضرب الثاني المماثل للعروض في القبض وقافيته من التدارك.
قوله: "خليلي" يعني: يا صاحبي ما أنتما وافيان بعهدي وصحبتي إذا تكونا لأجلي على من أقاطع، فقوله: "وافٍ": اسم فاعل من وفي، يقال: له شعر وافٍ، أي: تام، وجناح واف أي: كامل، ويقال: وفي بالعهد وأوفى به، وهو وفيٌّ بين قوم، ووفاه حقه وأوفاه، و {أَوْفُوا الْكَيْلَ} [الشعراء: 181] وتوفاه واستوفاه: استكمله، وأوفيته لمكان كذا: أتيته، وأوفى على شرف من الأرض: أشرف.
قوله: "بعهدي" العهد بين الرجلين: التوثق، وفي الأساس يقال: عهد إليه واستعهد منه إذا أوصاه وشرط عليه، ورجل عهد: محب للولايات (¬3)، قوله: "أقاطع": من قاطع أخاه وقطعه.
الإعراب:
قوله: "خليلي" أصله: يا خليلان لي؛ فلما أضيف إلى ياء التكلم سقطت النون فصار يا خليلاي، ثم قلبت ألف التثنية ياء وأدغمت في الياء فصار يا خليلي، ثم حذف حرف النداء فصار خليلي، قوله: "ما واف" كلمة ما للنفي، و "واف"؛ مبتدأ وحذفت الضمة منه استثقالًا في النصب، وأصله: وافي [منقوص] (¬4) فأُعِلَّ إعلال قاضٍ (¬5). وقوله: "بعهدي" يتعلق به،
¬__________
= و"الثالث" وهو لابن الخشاب: أن غير: خبر لأنا محذوفًا، و"مأسوف": مصد ر كالمعسور والميسور أريد به اسم الفاعل؛ والتقدير: أنا غير آسف على زمن هذه صفته". الخزانة (1/ 345) وما بعدها (هارون)، وينظر الأمالي الشجرية (1/ 47).
(¬1) ابن الناظم (41)، وأوضح المسالك (1/ 133).
(¬2) البيت من بحر الطويل، وهو مجهول النسبة في شرح التسهيل لابن مالك (1/ 269)، وشواهد التوضيح والتصحيح (14)، والمغني لابن هشام (2/ 557)، وشرح شواهده للسيوطي (898)، وهمع الهوامع للسيوطي (1/ 94)، وشرح شذور الذهب (232)، وشرح قطر الندى (121).
(¬3) قال الزمخشري في الأساس: "عهد إليه، واستعهد منه إذا وصّاه وشرط عليه. والرجل العهد: المحب للولايات والعهود". أساس البلاغة، مادة: "عهد".
(¬4) ما بين المعقوفين سقط من النسخة (أ).
(¬5) ومعناه: إذا وقعت الياء لامًا لاسم فاعل إثر كسرة حذفت وعوض عنها التنوين؛ وذلك لأن الطرف ضعيف يتطرق إليه التغيير. ينظر ابن يعيش (10/ 99).

الصفحة 485