كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

رضي الله تعالى عنه - (¬1):
تمنى رجالٌ أن أموتَ وإن أَمُتْ ... فتلكَ سبيل لستُ فيها بأوحدٍ (¬2)
الإعراب:
قوله: "تمنوا": فعل وفاعل، و"الموت": مفعوله، و"لي": جار ومجرور يتعلق بـ "تمنوا"، و"الذي": موصول، و"يشعب الفتى": جملة صلته، والوصول مع صلته صلة للموت، قوله: "وكل امرئ": كلام إضافي مبتدأ، و"الموت": عطف عليه، و"يلتقيان": خبره.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "وكل امرئ والموت يلتقيان" حيث أثبت فيه ذكر خبر المبتدأ المعطوف عليه بالواو، ولأن (¬3) الواو ليست صريحة في المصاحبة فلم يجب الحذف، وأما إذا كانت الواو صريحة للمصاحبة فلا يجوز في مثل هذا إظهار الخبر نحو: كل ثوب وقيمته، وكل عامل وعمله، وذلك لأن الواو وما بعدها قاما مقام مع وسدا مسد الخبر (¬4).

الشاهد السادس والستون بعد المائة (¬5) , (¬6)
لكَ العِزُّ إِنْ مَوْلَاكَ عَزَّ وَإنْ يُهَنْ ... فأنتَ لدى بُحْبُوحَةِ الهُونِ كَائِنُ
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من الطَّويل.
قوله: "مولاك" الولى يجيء لمعان كثيرة: الحليف والرب والمالك والسيد والمنعم والمعتق والمحب والتابع والجار وابن العم والصهر والعبد والمنعم عليه، ويضاف كل واحد إلى ما يقتضيه، والظاهر أن المراد ها هنا الحليف، أو التابع، قوله: "وإن يهن": على صيغة المجهول، قوله:
¬__________
(¬1) البيت لا يوجد في ديوانه، شرح: د. إميل بديع يعقوب، طبعة دار الكتاب العربي بيروت.
(¬2) البيت من بحر الطَّويل من مقطوعة صغيرة في ديوان الإمام الشَّافعيّ في (64) (المكتبة التوفيقية) وبعده:
وما موت من قلن مات قبلي بضائري ... ولا يمس من عاش بعدي بمخلد
(¬3) في (أ): لأن.
(¬4) من مواضع حذف الخبر وجوبًا إذا عطف على المبتدأ بواو هي نص في المعية نحو: كل صانع وما صنع، ولو لم تكن الواو نصًّا في المعية نحو: زيد وعمرو خارجان لم يجز حذف الخبر؛ لأنه ليس في اللفظ ما يدل عليه. ينظر ابن يعيش (1/ 98)، وتوضيح المقاصد (1/ 290).
(¬5) شرح ابن عقيل (1/ 211).
(¬6) البيت من بحر الطَّويل لقائل مجهول، وانظره في شرح شواهد المغني للسيوطي (847)، ومغني اللبيب لابن هشام (2/ 446)، وهمع الهوامع للسيوطي (1/ 98)، والمعجم المفصل في شواهد العربية (8/ 103).

الصفحة 517