كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

بأطراف الأصابع لصغر ضروعها يصف بذلك حذقها ومعرفتها بالحلب؛ لأنها نشأت عليه.
8 - قوله: "ميل" -بكسر الميم؛ جمع أميل وهو الذي لا يثبت على السرج، والذي لا سيف معه، قوله: "إذا حمس الوغى" أي: اشتد الحرب.
الإعراب:
قوله: "كم": إما خبرية واما استفهامية، ويجوز في "عمة" مع"الخالة" المعطوفة عليها الحركات الثلاث، أما الجر فعلى أن: "كم" تكون خبرية، وقوله: "عمة" مميزها (¬1).
وأما النصب؛ فلأنها مميز كم الاستفهامية، والاستفهام على سبيل الاستهزاء والتهكم (¬2).
وأما الرفع فعلى أن تكون عمة مبتدأ وصفت بقوله: "لك" وخبره قوله: "قد حلبت" ومميز كم على هذا الوجه محذوف، وذلك المحذوف لا يخلو إما أن يكون (¬3) مجرورًا فتكون كم هي الخبرية، تقديره: كم مرة (¬4) وإما أن يكون منصوبًا فتكون كم الاستفهامية، وكم على التقديرين في محل النصب بالظرف، والعامل فيه قوله: "قد حلبت".
وقوله: "فدعاء": صفة لعمة وخالة، ولم يقل: فدعاوين لأجل عمة وخالة؛ لأنه حذف صفة أحدهما، والتقدير: كم عمة لك فدعاء وخالة فدعاء، فحذف فدعاء التي هي صفة عمة؛ كما حذف لك التي هي صفة خالة، والتقدير: وخالة لك فدعاء، فحذف لك وهي صفة خالة لدلالة عمة عليه.
وقال السيد الفاضل: أما نصب العمة فعلى الاستفهام، ويجوز أن يكون خبرًا، وهو أولى من الاستفهام، ويجوز أن يكون الاستفهام على سبيل الاستهزاء كأنه قال: أخبرني عن عدد عماتك وخالاتك اللاتي كن لإبلي راعيات؛ فقد أُنْسِيتُ عددهن لكثرتهن أو لقلة عنايتي بهن.
وكم في الاستفهام -أَيضًا- مبتدأ، و"قد حلبت": خبره، و"خالة": منصوبة عطفًا على عمة، و"فدعاء": منصوبة صفة خالة، وإذا رفعت عمة فبالابتداء، وهي عمة واحدة، وخالة
¬__________
(¬1) أي فعلى أن (كم) خبرية بمعنى: "رُبّ" وهو أجود الوجوه؛ لأنه خبر، والأظهر في الخبر الجر، والمراد: الإخبار بكثرة العمات الممتهنات بالخدمة. ينظر ابن يعيش (4/ 134).
(¬2) به يكون الاستفهام قد خرج عن المعنى الحقيقي إلى المعنى المجازي. ينظر علم المعاني لعبد العزيز عتيق (104) والنصب في الخبر يكون معناه عمات وهو درجة دون الجر، ينظر: ابن يعيش (4/ 134).
(¬3) في (أ): إما أن يقدر.
(¬4) إذا رفعت مع (كم) الخبرية لم تكن إلَّا واحدة؛ لأن التمييز يكون بواحد في معنى الجمع، وإذا رفعت فلست تريد التمييز، فإذا قيل: كم درهم لك، كان المعنى: كم دانقًا هذا الدرهم الذي سئلت منه، فالدرهم واحد؛ لأنه خبر وليس بتمييز. ينظر ابن يعيش (4/ 134).

الصفحة 527