كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

شيء ما يناسبه، ولفضلوا أهل الخير والعقل وإن كان لا مال لهم، ولم يفضلوا أهل الدنس والخلق السيئ وإن كان لهم مال ثم استأنف الكلام فقال: للخير خير؛ يعني: لكل صنف من الخير خير مثله، وللشر مثل ذلك، ويروى:
...................... ... لا الخير خير ولا الشر شر.
أي: إن الأوضاع تغيرت والخير قد ذهب والشر قد زاد.
10 - قوله: "فيوم علينا ويوم لنا" يعني أن الدهر يومان: يوم يكون علينا وفيه نساء ويوم [يكون] (¬1) لنا وفيه نسر ونفرح.
الإعراب:
قوله: "فيوم ... ويوم ... ويوم ... ويوم" كلها مبتدآت، وقوله: "علينا ... ولنا ... ونساء ... ونسر" أخبار عنها، والأصل: فيوم (¬2) نساء فيه، ويوم نسر فيه، فحذف الرابط لأنه منصوب بفعل محلًّا، وهذا كقولهم: السمن منوان بدرهم، والبرّ الكر بستين، أي السمن منوان منه بدرهم، والبر الكر منه بستين.
الاستشهاد فيه:
على وقوع النكرة مبتدأ في المواضع الأربعة؛ لأنها (¬3) في مقام التقسيم وهو -أَيضًا- من المسوغات لوقوع النكرة مبتدأ، وذلك من قبيل قولك: النَّاس رجلان: رجل أكرمه ورجل أهينه، والمال قسمان: درهم أعطيه ودرهم آخذه، ومثل هذا كثير، ولم يذكر الشارح، ولا الناظم قبله ضابطًا لذلك، وضابطه: أن يستعمل النكرة في التقسيم (¬4)؛ كما ذكروا فيه استشهادًا آخر وهو: حذف رابط الجملة المخبر بها؛ إذ الأصل نساء فيه ونسر فيه كما تررناه آنفًا ولكنه لم يورده لهذا، فافهم (¬5).
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬2) في (أ): ويوم.
(¬3) في (أ): لكونها.
(¬4) عبر عنه ابن هشام يكون النكرة للتفصيل حيث يقول: ومما ذكروا من المسوغات .... أو للتفصيل نحو: النَّاس رجلان: رجل أكرمته ورجل أهنته .... وقولهم: شهر ثرى وشهر ترى وشهر مرعى". المغني (472).
(¬5) قال سيبويه: "وقال النمر بن تولب ( ... البيت) سمعناه من الرب ينشدونه يريدون: نساء فيه ونسر فيه، وزعموا أن بعض العرب يقول: شهر ثرى وشهر ترى وشهر مرعى يرد: ترى فيه". الكتاب لسيبويه (1/ 86) وينظر قول العرب في ابن الشجري (1/ 326).

الصفحة 545