كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 1)

الحروف وفتح الشين المعجمة، وهو الذكر العظيم الكمرة.
[ثانيًا: شرح أبيات ليلى الأخيلية]
1 - قولها: "أنابغ": منادى مرخم، يعني: يَا نابغة، قولها: "لم تنبغ" أي: لم تظهر؛ من نبغ ينبغ من باب فتح يفتح، ونبغ ينبغ من باب ضرب يضرب، ونبغ ينبغ من باب نصر ينصر، قولها: "وكنت صنيًّا" بضم الصاد المهملة وفتح النُّون وتشديد الياءآخر الحروف، وهو تصغير صنو، وهو حسي صغير لا يرده أحد ولا يؤبه له، ويقال: هو شق في الجبل، و"الحسي" بكسر الحاء، وهو الماء المتوارى في الرمل، ويروى: وكنت شعيبًا بين صدين، و"الصد" بضم الصاد المهملة وتشديد الدال، وهو الجبل، وقال أبو عمرو: يقال لكل جبل صَدّ وصُدّ وسَدّ وسُدّ ثم أنشد البيت (¬1).
3 - قولها: "تساور سوارًا" أي: ترافع (¬2) سوارًا، وهو على وزن فَعَّال بالتشديد، وهو سوار بن أوفى القشيري؛ هكذا وقع في غالب نسخ ابن الناظم (¬3) وغيرها، وكذا رأيت أَبا حيان قد ضبطه بيده، وفي شرح التسهيل (¬4) وهو تصحيف.
والصحيح: تُساور سوارًا -بضم التاء المثناة من فوق وإهمال السين؛ من المساورة وهي المواثبة والمغالبة؛ وذلك أن ليلى الأخيلية كان بينها وبين سوار مودة، وكان بين سوار والنابغة الجعدي مفاخرة ومحاربة، وكان كل واحد يفضل نفسه على الآخر، فليلى تخاطب النابغة بقولها: كساور سوارًا، أي: ترفع نفسد على سوار (¬5) وتغالبه في المفاخرة، "وفي ذمتي لئن فعلت" أي: رفعت نفسك عليه ليفعلا، أي: ليفعل الآخر، أي: ليرفع هو نفسه عليك -أَيضًا- وما يسلم لك.
قولها: "إلى المجد" أي: إلى الكرم يقال: رجل مجيد، أي: كريم، و "العلا" بضم العين بمعنى العلو، قولها: "لئن فعلت": خطاب للنابغة -أَيضًا-، قولها: "ليفعلا" أي: ليفعل سوار -أَيضًا-، والألف فيه مبدلة من النُّون الخفيفة (¬6).
¬__________
(¬1) الصحاح، مادة: "صدد".
(¬2) في (أ): ترفع.
(¬3) ابن الناظم (48) غير مضبوط.
(¬4) شرح التسهيل لابن مالك (1/ 288)، وروايته بفتح السين وتشديد الواو على وزن فعال، وكذا رواية؛ الكتاب (3/ 512)، وينظر المقتضب (3/ 11)، والخزانة (3/ 33)، والاقتضاب (397) وفي الخزانة: وصحفه بعضهم ورواه: تسوّر سوار، والصواب ما رويناه.
(¬5) في (أ): ترفع نفسك عليه.
(¬6) ينظر الكتاب لسيبويه (3/ 512)، والخزانة (3/ 34).

الصفحة 549