كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)
عليها، ومما نفت به المستقبل الآيتان المذكورتان والبيت المذكور (¬1).
الشاهد التاسع والثماثون بعد المائة (¬2)، (¬3)
........................... ... وَلَا زَال مُنْهلًّا بِجَزعَائِك القَطْرُ
أقول: قائله هو ذو الرمة غيلان بن عقبة، وصدره:
1 - أَلا يَا اسْلَمي يَا دَارَ ميَّ عَلَى البِلَى ... ..................................
وهو من قصيدة رائية، وهي من الطويل، والبيت المذكور هو أولها وبعده:
2 - أَقامَت بها حتى ذوى العودُ والتوى ... وساقَ الثريا في مُلاءتِه الفجرُ
3 - وحتَّى اغتَرَى البهْمَى مِنَ الصَّيف نافِضٌ ... كما نَفَضتْ خيلٌ نَواصيها شُقْرُ
4 - وخاضَ القطا في مكرم الحيِّ باللِّوى ... نطافًا بَقَايَاهُنَ مطروقةٌ صُفْرُ
5 - فلما مضى نَوْءُ الثُّريا وأخلفتْ ... هواد من الجوازء وانْغَمَس الغَفْرُ
6 - رمى أمَّهات القُردِ لَذْعٌ مِنَ السَّفَا ... فأحصَدَ من قُرَيانه الزهو النضرُ
7 - لَها بَشرٌ مثل الحريرِ ومَنطق ... رخيمُ الحواشِي لا هُراءٌ ولا نَزْرُ
8 - وعينان قال الله كُونَا فَكَانَتَا ... فعولين بالألْبَابِ ما تفعلُ الخمرُ
1 - قوله: "البلى" بكسر الباء [الموحدة من بلي الثوب يبلى، من باب علم يعلم، بِلًى مصدره بكسر الباء] (¬4) من غير مد، فإن فتحت الباء مددته (¬5)، قوله: "منهلًّا" بضم الميم وسكون النون وتشديد اللام، من الانهلال، وهو انسكاب الماء وانصبابه، ويقال: الانهلال: شدة الصب، وأما المنهل -بفتح الميم وتخفيف اللام فهو المورد، وهو عين الماء، ترده الإبل في المراعي.
¬__________
(¬1) قال ابن مالك "قال أبو علي الشلويين: قال أبو موسى: ذلك وإن كان الأشهر عند النحويين أن ليس إنما هي لانتفاء الصفة عن الموصوف في الحال؛ لأن سيبويه حكى: ليس خلق الله مثله، وأجاز: ما زيد ضربته، على أن يكون ما حجازية ... فقلت: قد ورد استقبال المنفي بليس في القرآن العزيز وأشعار العرب كثيرًا، وكذا ورد استقبال المنفي بما؛ فمن استقبال المنفي بليس قوله تعالى: {أَلَا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ} وقوله: {وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إلا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ}، وقول تعالى: {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إلا مِنْ ضَرِيعٍ} ومثله قول حسان: ..... "، شرح التسهيل لابن مالك (1/ 380، 381).
(¬2) ابن الناظم (51)، توضيح المقاصد (1/ 296)، أوضح المسالك (1/ 235)، شرح ابن عقيل (1/ 266).
(¬3) البيت من بحر الطويل، مطلع قصيدة طويلة لذي الرمة يهجو فيها بني امرئ القيس بن زيد مناة، وقد بدأها بالغزل والبكاء على الأطلال، وانظر بيت الشاهد في الإنصاف (1/ 100)، وتخليص الشواهد (231)، والخصائص (2/ 278)، والدرر (2/ 44)، والتصريح (1/ 185)، وشرح شواهد المغني (617)، واللامات (37)، والمغني (1/ 243)، والقصيدة في الديوان بتحقيق د. عبد القدوس (1/ 559).
(¬4) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬5) في (ب): شددته.