كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)

جملة من الفعل والفاعل، وهو أنت المستكن فيه، وهو أمر من التشمير، قوله: "ولا تزل": نهي من زال يزال، واسمه مستكن فيه، وخبره قوله: "ذاكر الموت"، قوله: "فنسيانه": مبتدأ، و "ضلال": خبره، و "مبين": صفته، والفاء للتعليل.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "ولا تزل" فإنه أجرى فيه "زال" مجرى كان لتقدم شبه النفي وهو النهي، وقد عُلِمَ أن زال وأخواتها لا تفارق أداة النفي في حال نقصانها إما ملفوظًا بها وإما مقدرة (¬1).

الشاهد الثاني والتسعون بعد المائة (¬2)، (¬3)
ببَذْلٍ وَحِلمٍ سَادَ فِي قَومِهِ الْفَتَى ... وَكَوْنكَ إِياه عَلَيكَ يَسِيرُ
أقول: لم أقف على اسم قائله.
وهو من الطويل.
قوله: "ببذل" البذل- بالباء الموحدة والذال المعجمة وهو العطاء، قوله: "ساد": من السيادة، قوله: "إياه" الضمير فيه يرجع إلى الفتى، وكذا في قوله: "في قومه" لأنه وإن كان متأخرًا لفظًا فهو متقدم رتبة، ونطره قوله تعالى: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى} [طه: 67]، وقد تكلف بعضهم فقال: الضمير في قوله: "إياه" يرجع إلى ما ذكر من البذل والحلم.
والمعنى: إن الرجل يسود قومه ببذل المال والحلم، وهو يسير عليك إذا أردت أن تكون مثله.
الإعراب:
قوله: "ببذل" جار ومجرور يتعلق بقوله: "ساد"، وقوله: "وحلم": عطف عليه، قوله: "ساد" فعل ماضٍ، و "الفتى" فاعله، و "في قومه": يتعلق [بقوله] (¬4) ساد، قوله: "وكونك": مصدر مضاف إلى فاعله مرفوع بالابتداء، وخبره قوله: "يسير" وقوله: "إياه" خبر الكون، والكاف مرفوعة المحل لأنها اسم الكون، وجاء الخبر هنا منفصلًا؛ لأنه في الأصل خبر المبتدأ مع أن
¬__________
(¬1) قال الزمخشري: "والتي في أوائلها الحرف النافي في معنى واحد وهو استمرار الفعل بفاعله في زمانه ... وتجيء محذوفًا منها حرف النفي .. " المفصل (267) ط. دار الجيل بيروت، وشرح ابن يعيش (7/ 107) وما بعدها.
(¬2) ابن الناظم (52)، وتوضيح المقاصد للمرادي (1/ 303)، وأوضح المسالك لابن هشام (1/ 239)، وشرح ابن عقيل على الألفية (1/ 270).
(¬3) البيت من بحر الطويل لقائل مجهول وهو في تخليص الشواهد (233)، والدرر (5611)، والتصريح (1/ 187)، والمعجم المفصل في شرح شواهد النحو الشعرية (394).
(¬4) ما بين المعقوفين سقط في (أ).

الصفحة 585