كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)
ويحتمل أن يكون "إياه" مفعول فعل مقدر حذف فانفصل، والتقدير: وكونُكَ تَفْعَلُه (¬1)، وقوله: "عليك" يتَعَلَّقُ بيسير.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "وكونك إياه"؛ حيث أعمل فيه مصدر كان كعمل كان، وفيه دلالة أيضًا على أن الأفعال الناقصة لها مصدر كغيرها من الأفعال (¬2).
الشاهد الثالث والتسعون بعد المائة (¬3)، (¬4)
وَمَا كُل مَنْ يُبْدِي الْبَشَاشَةَ كَائِنًا ... أَخَاكَ إِذَا لَم تُلْفِهِ لَكَ مُنْجِدَا
أقول: هو -أيضًا- من الطويل.
قوله: "بيدي": من الإبداء وهو الإظهار، "والبشاشة" بفتح الباء الموحدة؛ مصدر بششت -بكسر العين أبش بفتحها؛ وهي طلاقة الوجه. قوله: "إذا لم تلفه" بضم التاء المثناة من فوق، وسكون اللام، وكسر الفاء، أي: إذا لم تجده، من قولك: ألفيت الشيء إذا وجدته، قال الله تعالى: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ} [يوسف: 25] أي: وجداه، قوله: "منجدًا": من أنجده إذا أعانه.
والمعنى: لا يكون من يبدي البشاشة إليك أخاك إذا لم تجده معينًا لك في مهماتك.
الإعراب:
قوله: "وما كل" أي: وليس كل من يبدي، فقوله: "كل من": اسم ما، وخبره قوله: "كائنًا"، و "من" موصولة و "يبدي البشاشة": صلته، قوله: "أخاك": خبر "كائنًا" واسمه مستتر فيه، قوله: "إذا لم تلفه" الضمير المنصوب فيه يرجع إلى "من"، قوله: "منجدًا": حال من الضمير المذكور، وقوله: "لك" يتعلق بقوله: "منجدًا".
¬__________
(¬1) ينظر تعليق الفرائد للدماميني (3/ 173).
(¬2) قال أبو حيان: "والصحيح أن لها مصدر، وقد أعملتها العرب إعمال أفعالها قالوا: كونك مطيعًا مع الفقير خير من كونك عاصيًا مع الغني، وقال الشاعر:
........................ ... وكونك إياه عليك يسير.
ينظر الارتشاف (2/ 75)، وشرح التسهيل لابن مالك (1/ 339)، وتوضيح المقاصد للمرادي (1/ 297).
(¬3) ابن الناظم (52)، وأوضح المسالك لابن هشام (1/ 239)، وشرح ابن عقيل على الألفية (1/ 270).
(¬4) البيت من بحر الطويل لقائل مجهول ولم ينسبه العيني وهو بلا نسبة في تخليص الشواهد (234)، والدرر (2/ 58)، والتصريح (1/ 187)، والهمع (1/ 114).