كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)

وهو تصحيف، وإنما هو من القضقضة بقافين وضادين معجمتين، وهو صوت كسر العظام، ومنه أسد قضقاض يقضقض فريسته (¬1).
قوله: "جلدًا" بفتح الجيم، بمعنى متجلدًا، ونصب على الحال، قوله: "قضى الله" أي: حكم الله أو قدر الله، و "أسماء": اسم محبوبته، قوله: "حتى يغمض": من الإغماض، والمغمض فاعل منه، وإغماض العين: إطباق الجفن على الجفن.
والمعنى: حكم الله يا أسماء أن لا أزول (¬2) عن حبك إلى أن أموت؛ فإن إغماض العين لا يكون إلا عند الموت.
الإعراب:
قوله: "قضى الله": جملة من الفعل والفاعل، وقوله: "يا أسماء": منادى مفرد مبني على الضم، قوله: "أن لست زائلًا": مفعول قضى، أي: قضى بأن لست، ويروى: بأن لست بارحًا، و "زائلًا": خبر لست، وقد تداخلت في هذا البيت ثلاثة نواسخ؛ فإن قوله: "أحبك": جملة من الفعل والفاعل والمفعول وقعت خبرًا لقوله: "زائلًا"، [وقوله: زائلًا] (¬3) بما اتصل به خبر ليس كما ذكرنا، وليس بما اتصل به خبر أنْ المخففة من الثقيلة لا الناصبة؛ لأنها لا توصل بالجامد.
قوله: "حتى": للغاية، و "يغمض": منصوب بتقدير أن، و "العين": منصوب لأنها مفعول يغمض، وقوله: "مغمض": فاعل له.
الاستشهاد فيه:
في قوله" "لست زائلًا" فإنه أجرى [زائلًا] (¬4)، وهو اسم فاعل مجرى فعله، والتقدير: لست أزال أحبك (¬5).

الشاهد الخامس والتسعون بعد المائة (¬6)، (¬7)
لَا طِيبَ لِلْعَيشِ مَا دَامَتْ مُنَغَّصَةً ... لَذَّاتُهُ بِادِّكَارِ الْموتِ والهرَم
أقول: لم أقف على اسم قائله، وهو من البسيط.
¬__________
(¬1) ينظر الصحاح للجوهري مادة: (قضقض).
(¬2) في (ب): أزال.
(¬3) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬4) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬5) ينظر الشاهد رقم (193).
(¬6) ابن الناظم (52)، وتوضيح المقاصد للمرادي (1/ 298)، وأوضح المسالك لابن هشام (2/ 242)، وشرح ابن عقيل على الألفية (1/ 274).
(¬7) البيت من بحر البسيط لقائل مجهول وهو في تخليص الشواهد (241)، والدرر (2/ 69)، والتصريح =

الصفحة 589