كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)
واللام فيه بدل من المضاف إليه.
قوله: "خيرًا" نصب على أنه مفعول يزيدُ، ويجوز أن يكون تمييزا مقدمًا على رأي المازني (¬1)، وقوله: "لا يزال" من الأفعال الناقصة، واسمه الضمير المستتر فيه الذي يرجع إلى الفتى، وخبره الجملة؛ أعني قوله: يزيد خيرًا.
الاستشهاد فيه:
على تقديم خبر لا يزال (¬2)، فإن الفراء منع ذلك في حروف النفي، والبيت حجة عليه (¬3).
الشاهد السابع والتسعون بعد المائة (¬4)، (¬5)
قَنَافِذُ هدَّاجُونَ حَوْلَ بُيُوتهم ... بمَا كَانَ إياهُم عَطِيَّةُ عَوَّدَا
أقول: قائله هو الفرزدق همام بن غالب، ولم أقف على ما قبله وما بعده، ولكن معناه يحتمل وجهين (¬6):
الأول: أنه هجا قومًا ووصفهم بالفجور والخيانة وشبههم بالقنافذ لمشيهم بالليل في طلب ذلك كما تمشي القنافذ، والقنفذ يضرب به المثل في السرى، يقال: [هو] (¬7) أسرى من قنفذ (¬8).
¬__________
(¬1) وهو أيضًا قول ابن يعيش حيث يقول: " (وخيرًا) نصب على التمييز". شرح المفصل (8/ 130)، وينظر شرح أبيات المغني للبغدادي (1/ 113).
(¬2) صحته تقديم معمول الخبر وتقديم المعمول يؤذن بجواز تقدم الحامل، فإن خيرًا معمول ليزيد الواقع خبرًا، وإذا تقدم خيرًا المعمول جاز تقدم يزيد العامل وهو الخبر.
(¬3) ذهب الجمهور إلى أنه لا يجوز تقديم الخبر على (زال) وأخواتها إذا كان النفي بما، وإن دخل غير (ما) من حروف النفي جاز التقديم، وذهب الفراء إلى المنع مطلقًا بأي حرف كان النفي. الارتشاف (2/ 87).
(¬4) ابن الناظم (54)، وتوضيح المقاصد للمرادي (1/ 304)، وأوضح المسالك لابن هشام (2/ 248)، وشرح ابن عقيل على الألفية (1/ 281).
(¬5) البيت من بحر الطويل من قصيدة للفرزدق في هجاء جرير، وانظر الشاهد في المقتضب (4/ 101)، والمغني (610)، وتخليص الشواهد (245)، والخزانة (9/ 268)، والدرر (2/ 71)، والتصريح (1/ 190)، والهمع (1/ 118)، وروايته في الديون بشرح (علي فاعور)، (162)، وفي شرح مجيد طراد (1/ 199):
قنافذ درامون خلف جحاشهم ... لما كان إياهم عطية عودا
(¬6) قوله: لم أقف على ما قبله وما بعده ليس بصحيح؛ فالبيت من قصيدة كبيرة للفرزدق في طبعات ديوانه المختلفة، وقوله: ولكن معناه يحتمل وجهين: القدح والمدح ليس بصحيح -أيضًا- فالقصيدة في الهجاء، وهي رد على قصيدة جرير في هجاء الفرزدق التي ختمها بقوله (ديوان جرير (225) ط. دار الكتاب اللبناني ضبط إيليا الحاوي):
وللقين والخنزير مني بديهة ... وإن عاوداني كنت للعود أحمدا
(¬7) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬8) مجمع الأمثال (2/ 144).