كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)
و"عود": خبره، و"إياهم": مفعول مقدم، والعائد محذوف والتقدير؛ بالذي كان عطية عودهموه فحذف العائد، لأنه ضمير متصل منصوب بفعل على ما هو مقرر في باب الموصول (¬1).
الرابع: إن هذا ضرورة فلا اعتبار به.
الاستشهاد فيه:
ما ذكرناه من الفصل بين اسم كان وخبره بما ليس هو بظرف ولا مجرور (¬2).
الشاهد الثامن والتسعون بعد المائة (¬3)، (¬4)
بَاتَتْ فُؤَادِي ذَاتُ الْخَالِ سَالِبَةً ... فَالْعَيشُ إِنْ حُمَّ لِي عَيشٌ مِنَ الْعَجَبِ
أقول: هو من البسيط.
قوله: "ذات الخال" أي: ذات الشامة، قال الجوهري: الخال الذي يكون في الجسد ويجمع على خيلان، ذكره في فصل الخاء والياء واللام (¬5).
قوله: "سالبة": من سلبت الشيء سلبًا إذا ذهبت به، قوله: "إن حم لي" أي: إن قدّر لي، وقال الجوهري [-رحمه الله-: حمة] (¬6) الفراق: ما قدر وقضى، وقال الأصمعي -رحمه الله- (¬7): عجلت بنا وبكم حمة الفراق؛ أي: قدر الفراق (¬8)، وقال الزمخشري: أحم الشيء إذا قرب ودنا، ومنه المحمة أي: الحاضرة، ويقال: أحمت الحاجة إذا همت (¬9).
الإعراب:
قوله: "باتت": فعل من الأفعال الناقصة، وقوله: "ذات الحال": كلام إضافي مرفوع، لأنه اسمه، وقوله: "سالبة" بالنصب؛ خبره، وقوله: "فؤادي": مفعول سالبة، والتقدير: باتت ذات الخال سالبة فؤادي.
¬__________
(¬1) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (1/ 368).
(¬2) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (1/ 367) وما بعدها، وتوضيح المقاصد للمرادي (1/ 304) وما بعدها، وشرح الكافية الشافية لابن مالك (1/ 404)، والشواهد النحوية في شعر الفرزدق (104).
(¬3) أوضح المسالك لابن هشام (1/ 251).
(¬4) البيت من بحر البسيط لقائل مجهول، وأيضًا لم ينسبه العيني إلى قائله، وهو في الخزانة (9/ 269)، والتصريح (1/ 190)، وتخليص الشواهد (248)، والمعجم المفصل (106).
(¬5) الصحاح للجوهري مادة: (خيل).
(¬6) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬7) في (أ): يرحمه الله.
(¬8) الصحاح للجوهري مادة: (حمم).
(¬9) لم نجد نص هذا الكلام في الأساس، ولا ما يقرب منه. ينظر الأساس مادة (حمم، حمى).