كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)
وفي الصحابة [- رضي الله عنهم -] (¬1): امرؤ القيس بن فاخر بن الطماح بن شرحبيل الخولاني، شهد فتح مصر، ذكره ابن يونس (¬2)، وذكر له صحبة ولا تعرف له رواية، ويقال: قائل الشعر المذكور هو امرؤ القيس بن حجر الكندي الشاعر الجاهلي، وهذا هو الثابت في كتاب أشعار الشعراء الستة (¬3)، وليس بصحيح، والصحيح أن قائله هو امرؤ القيس بن عانس، نص عليه ابن دريد وغيره، وكثير من المحصلين يهِمُون (¬4) في هذا الموضع لقلة معرفتهم بأخبار الناس وأحوال الرجال، وتمام البيت المذكور:
.......................... ... كَلَيلَةِ ذِي العَائِرِ الْأَرمَدِ
وهو من قصيدة دالية وأولها هو قوله:
1 - تطاولَ ليلُك بالإثْمُدِ ... وَنَامَ الخليُّ ولَم تَرقُدِ
2 - وَبَاتَ وباتَتْ لَهُ لَيلةٌ ... كَلَيلَةِ ذي الْعَائر الأَرمَدِ
3 - وَذَلِكَ مِنْ نبأ جَاءَنِي ... وَأُنْبئْتُه عَنْ أَبِي الأَسْود
4 - وَلَوْ عَنْ نَثَا غَيره جَاءَنِي ... وَجُرحُ اللسَان كجُرحِ الْيَدِ
5 - لَقُلْتُ من القولِ مَا لا يزَا ... لُ يُؤْثَرُ عَنِّي يَدَ المسنَدِ
6 - بِأَيِّ عِلَاقَتِنا تَرغَبُونَ ... أعنْ دَم عمرو على مَرثَدِ
7 - فإنْ تَدْفِنُوا الدَّاءَ لا نخفِه ... وإنْ تبعَثُوا الداء لا يَقْعُد
8 - وإنْ تَقْتَلوُنَا نُقَتِّلْكُمُ ... وإن تَقْصِدُوا لدَم نَقْصِدِ
9 - متى عَهْدُنا بطعانِ الكمَا ... ةِ والمجدِ والحمدِ والسؤْدَدِ
10 - وبَنِيِ القبابِ وَمِلْءِ الجِفَا ... نِ والنَّارِ والحطبِ الموُقَدِ
11 - وأعددتُ للحربِ وَثَّابةً ... جَوَادَ المَحَثةِ والمُروَدِ
12 - سَبُوحًا جَمُوحًا وإحضَارُها ... كَمَعمَعةِ السَّعْفِ المُوقَدِ
13 - ومُطرِّدًا كَرِشاءِ الجَزُو ... رِ من خُلُبِ النخلةِ الأجْرَدِ
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬2) هو عبد الرحمن بن أحمد بن يونس الصدفي، ألف أخبار مصر ورجالها وذكر الغرباء الواردين مصر (ت 347 هـ) بالقاهرة: ينظر الأعلام (3/ 294).
(¬3) البيت -والأبيات التالية- موجود في أشعار الشعراء الستة الجاهليين للأعلم (129)، القصيدة (31).
(¬4) أي: يتخبطون ويخطئون، من وهم يهم، أي أخطأ.