كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)

الشاعر، وقد قلنا: إنه التفت فيه من الخطاب إلى الغيبة. قوله: "وباتت له ليلة" يعني: أقامت له ليلة، وليلة مرفوع؛ لأنه فاعل باتت، ويقال: الواو في "وباتت له ليلة" واو الحال، قلتُ: هذا أولى من العطف، والتقدير: وبت والحال أن بيتوتتي كانت شديدة، ودل على شدتها بالتشبيه [المذكور] (¬1).
قوله: "كليلة ذي العائر": محلها الرفع على أنها (¬2) صفة لقوله ليلة، أي: ليلة مثل ليلة العائر. قوله "ذي العائر": صفة لموصوف محذوف تقديره: كليلة رجل ذي العائر الأرمد، و"الأرمد": صفة بعد أخرى، أو تأكيد لذي العائر إذا كان المراد منه نفس الرمد [كما ذكرنا. قوله: "وذلك": مبتدأ، وهو إشارة إلى ما ذكر في البيتين، وقوله: "من نبأ": خبره، (¬3) قوله: "جاءني": جملة في محل الجر على أنها صفة لنبأ قوله: "وخبرته": جملة فعلية وقعت حالًا بتقدير قد، أي: والحال أني قد أخبرت هذا الخبر عن جهة أبي الأسود.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "وبات" حيث استعملها الشاعر تامة، ولم يحتج فيه إلى خبر (¬4).

الشاهد المكمل للمائتين (¬5)، (¬6)
أَنْتَ تَكونُ مَاجِدٌ نَبيلٌ ... إذَا تَهُبُّ شَمْأَلٌ بَلِيلُ
أقول: قائلته هي أم عقيل بن أبي طالب تقوله وهي ترقصه.
وهو من الرجز المسدس.
قوله: "ماجد" أي: كريم، وكذلك المجيد من مَجُد بالضم، و "النبيل" -بفتح النون وكسر الباء الموحدة؛ من النبل -بضم النون وسكون الباء؛ وهي النبالة، وهي الفضل، ويجمع على نَبَل بفتحتين مثل كريم وَكَرَم (¬7)، وعلى نُبَلَاء مثل شَريفِ (¬8) وشُرَفَاء.
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬2) في (أ): أنه.
(¬3) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬4) قال ابن مالك: "وتتم (بات) في قولهم: بات بالقوم أو بات القوم إذا نزل بهم ليلًا، فتستعمل متعدية بالباء وبنفسها". شرح التسهيل لابن مالك (1/ 342).
(¬5) ابن الناظم (55)، وتوضيح المقاصد للمرادي (1/ 306)، وأوضح المسالك لابن هشام (1/ 255)، وشرح ابن عقيل على الألفية (1/ 292).
(¬6) بيتان من الرجز المشطور، منسوبان لأم عقيل بنت أبي طالب، وهما في تخليص الشواهد (252)، والخزانة (9/ 225)، والدرر (2/ 78)، وشرح الأشموني (1/ 241)، والتصريح (1/ 191)، والمعجم المفصل (1236).
(¬7) جاء في اللسان "نبل" هو نبيل ونبل، والأنثى نبلة، ونبل بالتحريك ونبلة.
(¬8) في (أ): كشريف.

الصفحة 601