كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)
بزيادتها قال: التقدير: وجيران لنا هم كرام، فهم: مضمر منفصل مؤكِّد للضمير المستكن في "لنا"، فلما زيدت "كان" وهي فعل وليها المنفصل فاتصل بها.
وقيل: إنما زيدت كان هاهنا مع إمكان جعل "لنا" خبرها، والواو اسمها،؛ لأن الجار والمجرور المتقدم، كما تطلبه كان أن يكون خبرها كذلك [يطلبه] (¬1) جيران أن يكون صفته، والتغليب لجانب المتقدم؛ ألا ترى أن (¬2) قولك: كان زيد قائمًا أبوه، بالنصب فيه على أنه خبر كان لتقدمها عليه أحسن من الرفع على أنه خبر الأب لتأخره عنه فكذا هذا.
الشاهد الثالث بعد المائتين (¬3)، (¬4)
لَا تَقْرَبَنَّ الدَّهْرَ وَآلَ مُطَرَّفٍ ... إِنْ ظَالِمًا أَبَدًا وَإنْ مَظْلُومَا
أقول: قائلته هي ليلى الأخيلية صاحبة توبة بن الحمير، وأبوها الأخيل بن ذي الرحالة بن شداد بن عبادة بن عقيل، وهو من قصيدة ميمية من الكامل وأولها هو قولها:
1 - يا أيها السَّدِمُ الملَوِّي رَأْسَهُ ... لِيقُودَ مِنْ أهْلِ الحِجَازِ بَرِيمًا
2 - أترومُ عمرَو بن الخليع ودونه ... كعب إذًا لوجدته مرؤومَا؟
3 - إِن الخليعَ ورَهطَهُ في عامِرٍ ... كالقلب ألبس جؤجؤًا وحزيمَا
4 - لا تقربن الدهر ........ ... ...................... إلى آخره
5 - قومٌ رِباطُ الخيلِ وسْطَ بُيُوتِهم ... وأسنهَ زرق يخلن نجومَا
6 - ومُخَرَّقٍ عَنهُ القَميصُ تَخَالُهُ ... بين البيوت من الحياء سقيمَا
7 - حتَّى إذَا بَرَزَ اللِّواءُ رَأيتَهُ ... تَحتَ اللِّواءِ عَلَى الخَميسِ زَعيمَا
1 - قوله: "السَّدم " بفتح السين وكسر الدال المهملتين وفي آخره ميم؛ وهو الفحل القطم الهائج [والسدم بمعنى] (¬5) النادم أيضًا، ويقال: السادم أيضًا، والسدم: اللهج بالشيء أيضًا والبيت يحتمل هذه الوجوه الثلاثة، قوله: "الملوي رأسه" يعني: من الكِبْرِ والتَّجَبُّر، و "البَرِيمُ" بفتح الباء الموحدة وكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف؛ وهو الجيش، وهو في الأصل الحبل
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬2) في (ب): ألا ترى إلى.
(¬3) أوضح المسالك لابن هشام (1/ 260).
(¬4) البيت من بحر الكامل، وهو من قصيدة اختلف في قائلها؛ فقيل هي: لليلى الأخيلية وهي في ديوانها (100) ط. دار صادر، وقيل: لحميد بن ثور، وهي -أيضًا- في ديوانه (107)، ووجدت في كتب الأدب منسوبة للشاعرين، وانظر لبيت الشاهد في الكتاب (1/ 261)، وشرح أبيات سيبويه (1/ 345)، والدرر (2/ 84).
(¬5) ما بين المعقوفين سقط في (أ).