كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)

الشاهد الرابع بعد المائتين (¬1)، (¬2)
لَا يَأْمَنِ الدَّهْرَ ذُو بَغَيٍ وَلَوْ مَلِكًا ... جُنُودُهُ ضَاقَ عَنْهَا السَّهلُ وَالْجبَلُ
أقول: لم أقف على اسم قائله.
وهو من البسيط.
المعنى: لا يأمن غدرات الزمان صاحب بغي وظلم، ولو كان ملكًا له جنود كثيرة بحيث ضاق عنها السهل والجبل.
الإعراب:
قوله: "لا يأمن": " لا" ناهية، "يأمن" فعل مضارع من أمن أمنًا، وفيه حذف؛ أي: لا يأمن غدرات الدهر، أو مكر الدهر، أو تَقَلُّبَات الدهر ونحو ذلك، و"الدهر": مفعول، أو ظرف، أي: لا يأمن في الدهر الحوادث.
وقوله: "ذو بغي": كلام إضافي فاعل لقوله: "يأمن"، وقوله: "ولو" بمعنى إن، وما قبلها دليل الجواب، و "ملكًا": منصوب على أنه خبر كان المقدر، أي: وإن كان ملكًا.
قوله: "جنوده": مبتدأ، و "ضاق عنها السهل": جملة فعلية خبره و"الجبل": عطف على
السهل، والجملة في محل النصب على أنها صفة لقوله: "ملكًا" وقد تحقق أن الجملة بعد النكرة صفة وبعد المعرفة حال (¬3).
الاستشهاد فيه:
في قوله: "ولو ملكًا"؛ حيث حذف فيه كان مع اسمها بعد الشرط فافهم (¬4).
¬__________
= خاتمًا من حديد، والتقدير: ولو كان الملتمس خاتمًا .... " ينظر شرح التسهيل لابن مالك (1/ 362) وما بعدها، وتوضيح المقاصد للمرادي (1/ 307)، وشرح أبيات المغني للبغدادي (5/ 81).
(¬1) ابن الناظم (55)، توضيح المقاصد للمرادي (1/ 309)، أوضح المسالك لابن هشام (1/ 262).
(¬2) البيت من بحر البسيط للعين المنقري في الخزانة (1/ 257)، والدرر (2/ 85)، وانظره في تخليص الشواهد (260)، والتصريح (1/ 193)، وشرح شواهد المغني للسيوطي (658)، وشرح قطر الندى (142)، والمغني (1/ 268)، وشرح التسهيل لابن مالك (1/ 365).
(¬3) ينظر مغني اللبيب (410، 424).
(¬4) ينظر الشاهد رقم (203).

الصفحة 609