كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)

الإعراب:
قوله: "أزمان قومي" قال سيبويه تقديره: أزمان كان قومي (¬1)، وقال ابن عصفور: وإنما حمل على إضمار كان ولم يحمل على تقدير حذف مصدر مضاف إلى قومي، فيكون التقدير: أزمان كون قومي والجماعة؛ لأن المصدر المقدر بأن والفعل من قبيل الموصولات، وحذف الموصول وإبقاء شيء من صلته لا يجوز (¬2).
فإن قلتَ: ما الدليل على أن قومي من قوله: "أزمان قومي" محمول على فعل مضمر؟ قلتُ: لأنه ليس من قبيل المصادر، وأسماء الزمان لا يضاف شيء منها إلا إلى مصدر أو جملة تكون في معناه، تقول: هذا يوم قدوم زيد ورحيل عمرو، ولا يجوز أن يقال: هذا يوم زيد ولا هذا يوم الفرس.
فإن قلتَ: قد قيل يوم الجمل، ويوم حليمة.
قلتُ: التقدير: يوم حرب الجمل ويوم حرب حليمة (¬3).
قوله: "والجماعة" بالنصب لأن الواو فيه بمعنى مع؛ أي: مع الجماعة، انتصب بكان الرافعة قومي، وذكر في كتاب التنبيه على ما يشكل على كتاب سيبويه (¬4): ويجوز رفع "أزمان" على أنه خبر مبتدأ محذوف دون إظهار كان، والواو: واو مع أيضًا؛ فتكون إضافة "أزمان" إلى الجملة الاسمية على هذا، ثم قال: والأول أحسن وأكثر، وأشار إلى الوجه الأول وهو نصب "أزمان"، وتقدير الجملة الفعلية بعده على ما ذكره سيبويه (¬5).
قوله: "كالذي": صفة موصوفها محذوف تقديره: كالرَّكْبِ الذي لزم الرحالة فقوله: "لَزِمَ الرِّحَالةَ": جملة وقعت صلة الموصول، قوله: "أن تميل" [أي: بأن تميل] (¬6)، والباء للسببية، وأن مصدرية، تقديره (¬7): بسبب ميلها، أي: ميل الرَّحَالة، قوله: "مَمِيلًا": نصب على المصدرية بمعنى "ميلًا".
¬__________
(¬1) قال سيبويه بعد أن ذكر البيت: كأنه قال: أزمان كان قومي والجماعة. الكتاب (1/ 305).
(¬2) أنشد ابن عصفور البيت في المقرب في باب المفعول معه ثم قال بعده: "فإنما نصب الجماعة؛ لأن قومي محمول على إضمار فعل؛ فكأنه قال: أزمان كان قومي والجماعة؛ ألا ترى أن المعنى على ذلك". شرح المقرب، د. علي فاخر (2/ 700).
(¬3) ينظر شرح التسهيل لابن مالك (3/ 252) وما بعدها، توضيح المقاصد للمرادي (2/ 264) وما بعدها، والخزانة (3/ 146).
(¬4) قد يكون لابن جني (ت 392) أو لأبي إسحاق الجرمي (ت 225). ينظر كشف الظنون (1/ 493).
(¬5) ينظر الكتاب لسيبويه (1/ 305).
(¬6) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬7) في (أ): وتقديره.

الصفحة 616