كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)

الاستشهاد فيه:
على حذف نون تكن في قوله: "لم تك" مع وقوع الفعل قبل الساكن، روي ذلك عن يونس والكوفيين (¬1).

الشاهد التاسع بعد المائتين (¬2)، (¬3)
وَأَبْرَحُ مَا أَدَامَ اللهُ قَوْمِي ... بحَمْد الله مُنْتَطِقًا مُجِيدَا
أقول: قائله هو خداش بن زهير بن ربيعة بن عمرو بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن الشاعر المشهور (¬4).
وهي من الوافر.
قوله: "وأبرح" أي: لا أبرح، قوله: "منتطقًا" أي: صاحب نطاق، يقال: جاء فلان منتطقًا فرسه إذا جانبه ولم يركبه، وقال ابن فارس: فأما قوله:
وَأَبْرَحُ مَا أَدَامَ اللَّهُ قَوْمِي ... عَلَى الأَعْدَاءِ مُنْتَطِقًا مُجِيدَا
فقال قومه: أراد به هذا، وأنه لا يزال يَجْنُبُ فرسًا جوادًا، ويقال: منتطق: قائل قولًا لا يستجاد في الثناء على قومي (¬5)، وقوله: "مُجيدًا " بضم الميم، يُنزَّل على المعنييِن المذكورين.
الإعراب:
قوله: "أبرح": من الأفعال الناقصة، واسمه مستتر فيه، وخبره قوله: "منتطقًا"، وقوله: "مجيدًا": خبر بعد خبر، قوله: "ما أدام الله قومي": جملة من الفعل والفاعل والمفعول، وكلمة
¬__________
(¬1) ذهب الجمهور إلى أن النون من مضارع (كان) لا تحذف إذا وليها ساكن، وإن حذفت يكن الحذف ضرورة، أما يونس فأجاز الحذف وإن وليها ساكن". ينظر شفاء العليل في إيضاح التسهيل للسلسيلي (1/ 326)، شرح التسهيل لابن مالك (1/ 366)، والكافية الشافية (1/ 423)، وشرح الكافية للرضي (2/ 300) وما بعدها، أوضح المسالك لابن هشام (1/ 269، 270)، والتصريح (1/ 196).
(¬2) شرح ابن عقيل على الألفية (1/ 264).
(¬3) البيت من بحر الوافر، وهو في الفخر في مراجعه لخداش بن زهير، وهو في اللسان مادة: "نطق" وفي تذكرة النجاة (619)، الخزانة (9/ 243)، والدرر (2/ 46)، والمقرب (1/ 94)، والهمع (1/ 111).
(¬4) خداش: بكسر الخاء وتشديد الدال؛ شاعر جاهلي من الشعراء المجيدين، فضله النقاد على لبيد، تميز شعره بالهجاء والوصف والفخر. انظر ترجمته في الشعر والشعراء (430).
(¬5) قال ابن فارس بعد أن ذكر البيت: "فقد قال قوم: أراد به هذا وأنه لا يزال يجنب فرسًا جوادًا، ويقال: هو من باب الأول، أي: منتطق قائل منطقًا في الثناء على قومي". مقاييس اللغة (نطق).

الصفحة 618