كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)

والمعنى على هذا: لم يزل كل ذي عفاف قنوع بقليل غنيًّا وعزيزًا (¬1)].
قوله: "ينفك": من الأفعال الناقصة، يستدعي مرفوعًا ومنصوبًا؛ فقوله: "كل ذي عفة": اسمه، وقوله: "ذا غنى": كلام إضافي خبره مقدمًا، قوله: "واعتزاز" بالجر عطفًا على قوله: "ذا غنى".
قوله: "مقل قنوع": مجروران لأنهما صفتان لقوله: "ذي عفة" وعلى ضبط الشيخ تكون الجملة صفة لذي عفة في محل الجر؛ لأن الموصوف مجرور، والباء في بقل تَتَعلق بقنوع وهو صفة مشبهة على وزن فعول -بالفتح كصبور، وشكور "وهذا أبلغ من قانع" (¬2)؛ [كما أن صبور أبلغ من صابر] (¬3).
[وضَبْطُ الشيخ "قنوعُ" بالرفع على الابتداء لا حاجة إليه؛ بل هو مجرور صفة لذي عفة] (¬4)، والتقدير: كل ذي عفة قنوع بقل، اللَّهم إلا إذا كان آخر القصيدة على الرفع فافهم (¬5).
الاستشهاد فيه:
على إعمال: "ينفك" عمل كان لتقدم النفي عليها، وإن كان بالفعل، قال البعلي: النفي يكون بما وبغيرها من حروف النفي (¬6)، وقد يغني عن حرف النفي ليس كما في قول الشاعر:
ليس ينفك إلى آخره (¬7).

الشاهد الثاني عشر بعد المائتين (¬8)، (¬9)
تَنْفَكُّ تَسْمَعُ ما حييتَ ... بِهَالِكِ حَتَّي تَكُونَهْ
أقول: قائله هو خليفة بن براز (¬10)، كذا قاله أبو عبيدة في كتاب شرح الأمثال، وبعده:
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬2) في (أ) وهو أبلغ من شاكر.
(¬3) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬4) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬5) تعمل زال وبرح وفتئ وانفك عمل كان بشرط تقدم نفي أو شبهه، والنفي قد يكون حرفًا أو فعلًا كما في البيت.
(¬6) الفاخر في شرح جمل عبد القاهر (1/ 239).
(¬7) اشترط النحويون لعمل زال وبرح وانفك وفتئ عمل (كان) تقدم نفي أو شبهه، ويشمل النفي الحروف وغيرها، ويشمل ذلك (ليس)، ينظر شرح التسهيل لابن مالك (1/ 334)، وابن يعيش (7/ 107) وما بعدها، والتوضيح والتكميل لشرح ابن عقيل (1/ 196).
(¬8) ابن الناظم (51).
(¬9) البيت من بحر الكامل المجزوء المرفل منسوب لخليفة بن براز، وهو في الخزانة (9/ 242)، والدرر (2/ 45)، والإنصاف (824)، وتخليص الشواهد (233)، وشرح التسهيل لابن مالك (1/ 335)، وشرح عمدة الحافظ (198)، وابن يعيش (7/ 109).
(¬10) شاعر جاهلي، وبراز كسحاب بتخفيف الراء، الخزانة (9/ 245).

الصفحة 624