كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)
الجوهري: العُدوة والعِدوة: جانب الوادي وحافته، قال تعالى: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} [الأنفال: 42]، والجمع: العداء مثل البُرمة والبُرام، وعُدَيات، وقال النحاس في شرح أبيات الكتاب: يقال: عُدوة وعَدوة وعِدوة بالضم والفتح والكسر، فجمع عدوة بالفتح والضم بالتسكين، وجمع عدوة بالفتح بالكسر والفتح والتسكين، وروى سيبويه (¬1):
أَسْقَى الإِلَهُ جَنَبَاتِ الوَادِي
قوله: "ملث" بضم الميم وكسر اللام وتشديد الثاء المثلثة، من ألث المطر إذا دام أيامًا لا يقلع، ومثله ألبّ بالباء الموحدة، و "الغادي" بالغين [المعجمة] (¬2)، وهو الآتي في الغداة؛ لأنه يكون باردًا، من غدا يغدو غدوًّا.
و"الأجش" بالجيم والشين المعجمة المشددة، وهو السحاب الذي فيه شديد صوت الرعد وجهيره، قوله: "حالك السواد" أي: شديد السواد؛ من حلك الشيء يحلك حلوكة إذا اشتد سواده، واحلولك مثله، ومنه يقال: أسود حالك، وكذا يقال: حانك بالنون وهو بمعناه، ويوصف السحاب بذلك لكثرة ما يحمله من المطر.
الإعراب:
قوله: "أسقى": فعل، و"الإله": فاعله، قوله: "عدوات الوادي": كلام إضافي مفعوله، والجملة وإن كانت خبرًا لفظًا فهي إنشاء معنى، لأنها دعاء؛ لأن المعنى جعل لها شيئًا ما يسقيها، قوله: "وجوفه" بالنصب عطف على عدوات الوادي، أي: وأسقى جوف الوادي.
قوله: "كل ملث": [كلام إضافي مفعول أسقى -أيضًا-، كما تقول: سقيت زيدًا ماءً، قوله: "ملث": صفة لموصوف محذوف تقديره: كل مطر ملث] (¬3)، أي: دائم كما ذكرنا.
قوله: "غادي"؛ صفة لملث، قوله: "كل أجش": كلام إضافي مرفوع بفعل محذوف تقديره: سقى كل سحاب أجش دل عليه: "أسقى"، "وأجش": صفة موصوفها محذوف تقديره: كل سحاب أجش، قوله: "حالك السواد" بإضافة حالك إلى السواد، ويجوز في حالك الوجهان: الرفع على أن يكون صفة (¬4) لكل، والجر على أن يكون صفة للأجش.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "كل أجش" حيث حذف فعل الفاعل فيه، لأن التقدير: سقاها [كل أجش] (¬5)؛
¬__________
(¬1) ينظر الكتاب لسيبويه (1/ 289).
(¬2) و (¬3) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬4) في (ب): على أنه صفة.
(¬5) ما بين المعقوفين سقط في (أ).