كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)

لدلالة أسقى عليه كما ذكرنا (¬1).

الشاهد الثالث والتسعون بعد الثلاثمائة (¬2)، (¬3)
إنَّ امْرَأً غَرَّهُ مِنْكُنَّ واحدةٌ .. بعدي وبَعدَك في الدنْيَا لمغرُورُ
أقول: هذا البيت احتج به سيبويه، ولم يعزه إلى أحد.
وهو من البسيط، المعنى ظاهر.
الإعراب:
قوله: "إن": حرف من الحروف المشبهة بالفعل، وقوله: "امرأ": اسمه، وقوله: "لمغرور": خبره، قوله: "غره": جملة من الفعل والمفعول وهو الضمير الذي يرجع إلى المرء، وقوله: "واحدة" بالرفع فاعله، قوله: "منكن" في محل الرفع صفة لواحدة، أي: واحدة كائنة منكن، [ويجوز أن يكون حالًا، أي: حال كونها كائنة منكن] (¬4)، والجملة في محل النصب على أنها صفة لقوله: "امرأ" قوله: "بعدي": كلام إضافي ظرف لقوله: "غره"، و"بعدك": عطف عليه، وقوله: "في الدنيا": متعلق بقوله: "لمغرور".
الاستشهاد فيه:
في قوله: "غيره" حيث ذكر الفعل المسند إلى المؤنث وهو قوله: "واحدة" والتقدير: امرأة واحدة؛ كذا قدره سيبويه والجمهور، والمرأة مؤنث حقيقي، وتركت التاء من الفعل للفصل بالمفعول وهو الهاء، وبالجار والمجرور وهو منكن (¬5).
وقال المبرد: التقدير: خصلة واحدة، فلا دليل حينئذ في البيت؛ لأن التأنيث مجازي (¬6)،
¬__________
(¬1) ينظر الشاهد رقم (379).
(¬2) ابن الناظم (86).
(¬3) البيت من بحر البسيط، لقائل مجهول، وهو في الغزل والعتاب والتذكير بأنه ليس للمرأة عهد، وانظره في الإنصاف (174)، وتخليص الشواهد (481)، والخصائص (2/ 414)، والدرر (6/ 271)، وابن يعيش (5/ 93)، واللسان: "غرر"، واللمع (116)، وهمع الهوامع للسيوطي: (2/ 171)، وشرح التسهيل لابن مالك (2/ 112)، والبيت غير موجود في الكتاب لسيبويه: طبعة هارون.
(¬4) ما بين المعقوفين سقط في (ب)، وقوله: "منكن" ليس صفة كما ذكره، ولكنه حال؛ لأن الصفة إذا تقدمت صارت حالًا.
(¬5) الأصل في الفاعل الحقيقي المؤنث أن تلزم في فعله التاء، والذي جرأ الشاعر على حذف التاء هو الفصل بين الفعل وفاعله بالمفعول وهو الضمير وبالجار والمجرور وهو منكن، والأصل: غيره منكن امرأة واحدة فحذف الموصوف وأقام الصفة مقامه، وكان عليه أن يؤنث الفعل ولكنه حذف التاء للفصل.
(¬6) ينظر المقتضب (2/ 146)، (3/ 349)، (4/ 59)، وابن يعيش (5/ 93).

الصفحة 940