كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)
والتقدير الأول أظهر؛ لأنه إلى الذهن أسبق، ويؤيد صحته حكاية سيبويه: حضر القاضي اليوم امرأة (¬1).
الشاهد الرابع والتسعون بعد الثلاثمائة (¬2)، (¬3)
...................... ... فَمَا بَقيَتْ إلا الضلُوع الجرَاشِعُ
أقول: قائله هو ذو الرمة غيلان بن عقبة، وصدره:
طَوَى النَّحْزُ والأجْرَازُ مَا فيِ غُرُوضها .... ..................................
وهو من قصيدة طويلة من الطويل، وأولها هو قوله (¬4):
1 - أَمُنْزِلَتِي مَيّ السلَامُ عَلَيكُمَا ... هل الأَزْمُنُ اللائِي مَضَينَ رَوَاجِع؟
2 - وهل يَرجِعُ التسلِيمَ أَوْ يَكْشف العَمَى ... ثَلَاثُ الأثافِيُّ والرسومُ البَلَاقعُ؟
3 - توَهَّمتها يَوْمًا فَقُلْتُ لصَاحِبي ... وليسَ بها إلا الظبَاءُ الخوَاضعُ
إلى أن قال:
4 - غُرَيْرِيَّةُ الأَنْسَابِ أَوْ شَدقَمِيَّة ... عِتَاقُ الذَّفَاري وسج وَمَوَالِعُ
5 - طوى النحز ............ ... ...................... إلى آخره
6 - لأحناءِ أُنَحِّيها بكُل مفَازَةٍ ... إِذَا قَلِقَت أَعرَاضُهُنَّ قَعَاقعُ (¬5)
1 - قوله: "مي": مرخم مية اسم امرأة.
¬__________
(¬1) قال سيبويه: "وكلما طال الكلام فهو أحسن؛ نحو قولك: حضر القاضي امرأة؛ لأنه إذا طال الكلام كان الحذف أجمل وكأنه شيء يصير بدلًا من شيء" الكتاب لسيبويه (2/ 38) وانظر شرح التسهيل لابن مالك (2/ 112).
(¬2) ابن الناظم (86)، وشرح ابن عقيل (2/ 90).
(¬3) عجز بيت من بحر الطويل لذي الرمة يصف ناقته، وقد أثبت الشارح صدره، ويروى عجزه:
(فما بقيت إلا الصدور) ينظر الأشموني (2/ 52)، والمحتسب لابن جني (2/ 266)، وتخليص الشواهد (482)، وتذكرة النحاة (113)، وابن يعيش (2/ 87)، والمعجم المفصل في شواهد النحو الشعرية (527)، وديوان ذي الرمة (2/ 296)، تحقيق د. عبد القدوس أبو صالح.
(¬4) ينظر القصيدة في ديوان ذي الرمة (2/ 273)، بتحقيق عبد القدوس أبو صالح، وشرح أبي نصر الباهلي وديوانه أيضًا (447) بشرح الخطيب التبريزي.
(¬5) لم يفسر العيني ألحيها، وفي اللسان مادة: "لحا" يقول: "وقال أَبو منصور: المعروف فيه المدّ، ولحاء كل شجرة: قشرها ممدود، والجمع: أَلحية ولحي، ولحي ولحَاها يَلْحاها لحَيا والتَحاها: أخذ لحاءها، وأَلحَى العُودُ إذا أنى له أَن يُلْحَى قِشرُه عنه، واللِّحاء: قِشر كل شيء، ولحوت العُود أَلحوه وأَلحاه إذا قَشرته والتَحَيت العصا وَلحيتها التِحاء ولحَيًا إذا قشرتها".
والألحى مفرده: لحية، وجمع التكسير للكثرة: لحى، وللقلة: ألح، وهي منبت شعر اللحية من الإنسان.