كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)

4 - قوله: "توارثه" يعني: ورثه كابرًا عن كابر.
5 - قوله: "الخطي" بفتح الخاء وتشديد الطاء والياء آخر الحروف، وهو الرمح المنسوب إلى الخط، وهو سيف البحر عند عمان والبحرين، قوله: "وشيجه" بفتح الواو وكسر الشين المعجمة بعدها ياء آخر الحروف ساكنة وفي آخره جيم، وهو من القنا ما ينبت في الأرض معترضًا، قال ابن الأثير: الوشيج: جمع وشيجة وهي عروق الشجرة، ووشجت العروق والأغصان: اشتبكت.
المعنى: لا تنبت القناة إلا القناة؛ كما [يقال:] (¬1) لا تنبت الحقلة إلا البقلة، يعني: أنهم كرام لا يولد الكريم إلا في موضع الكريم.
الإعراب:
قوله: "وهل": للنفي بمعنى ما النافية، "وينبت" من الإنبات، وفاعله قوله: "وشيجه"، و (الخطي): بالنصب مفعوله مقدمًا، "وإلا" بمعنى غير، والمعنى: غير وشيجه، قوله: "ويغرس" على صيغة المجهول عطف على قوله: "ينبت"، و "النخل": مرفوع لكونه مفعولًا قام مقام الفاعل، والمعنى: وهل تغرس النخل إلا في منابتها؟ والضمير يرجع إلى النخل، وليس [هو] (¬2) بإضمار قبل الذكر؛ لأن التقدير: وهل تغرس النخل إلا في منابتها؟، فالنخل وإن كان في اللفظ مؤخرًا ولكنه في المعنى والرتبة مقدم.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "وهل ينبت الخطي إلا وشيجه" حيث قدم المفعول على فاعله لأجل الحصر بإلا كما في الأبيات السابقة (¬3).

الشاهد الثامن والتسعون بعد الثلاثمائة (¬4)، (¬5)
جَاءَ الخِلافَةَ إِذْ كَانَتْ لَهُ قَدَرًا ... كَمَا أَتَى رَبَّهُ مُوسَى عَلَى قَدَرِ
أقول: قائله هو جرير بن الخطفي، وهو من قصيدة رائية يمدح بها عمر بن عبد العزيز -
¬__________
(¬1) و (¬2) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬3) ينظر الشاهد رقم (395).
(¬4) أوضح المسالك (2/ 124).
(¬5) البيت من بحر البسيط، من قصيدة لجرير يمدح بها عمر بن عبد العزيز، ديوان جرير (1/ 412)، تحقيق د. نعمان طه، دار المعارف، وقد اختار العيني بعض أبياتها إلا أنه غير مرتبة كما وردت في الديوان، وانظر بيت الشاهد في الخزانة (11/ 69)، والدرر (6/ 118)، وشرح التصريح (1/ 383)، والمغني (62، 80)، والجنى الداني (230)، وشرح عمدة الحافظ (627)، وشرح قطر الندى (184)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 134).

الصفحة 947