كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)
"ولا تشاك" على صيغة المجهول من شاكتني الشوكة تشوكني إذا دخلت الشوكة في جسده، يصف الشاعر بهذا إزاره ورداءه بغاية الصفاقة حتى إنها تختبط الشوك ولا يؤثر بها.
الإعراب:
قوله: "حوكت" الضمير فيه مفعول ناب عن الفاعل، وأصله: حاكها الحائك، والضمير يرجع إلى كل واحد من إزاره وردائه، لأنه يصفهما بالصفاقة كما ذكرنا، قوله: "على نولين" في محل النصب على الحال من الضمير الذي في حوكت تقديره: حوكت كائنة على نولين.
قوله: "إذ" ظرف بمعنى حين، و "تحاك" بمعنى: حيكت، ومثله قوله تعالى: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ} [الأحزاب: 37]، و {إذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ} (¬1) [آل عمران: 153]، قوله: "تختبط" جملة من الفعل والفاعل [وهو الضمير الذي يرجع إلى كل واحد من الرداء والإزار] (¬2)، و "الشوك" مفعوله، قوله: "ولا تشاك" جملة أخرى معطوفة على ما قبلها.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "حوكت" حيث حققت فيه الواو وأبقيت ساكنة ولم تقلب ياء كما قررناه آنفًا (¬3).
* * *
¬__________
(¬1) وهو يشير بالآيتين وبالبيت إلى أن إذ للزمان الماضي، فيلزمها الدخول على الفعلية الماضوية، {وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا} [الأعراف: 86]، وإن دخلت على المضارع كالبيت والآيتين وجب تأويله بالماضي.
(¬2) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬3) ينظر التعليق على الشاهد رقم (415).