كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)

والتاسع: أن رب لا يلزم مضى ما بعدها وإلا لم يجز إعماله.
والعاشر: إقامة الظاهر مقام المضمر لكونه أزيد فائدة، فإن أكرومة الحيين هي الفتاة المشار إليها (¬1).
الاستشهاد فيه:
في قوله: "فانكح فتاتهم" وذلك أن الفاء لا تدخل في خبر المبتدأ، كما نص عليه سيبويه، فلذلك أول بما ذكرنا من التأويلات فافهم (¬2).

الشاهد الثامن عشر بعد الأربعمائة (¬3)، (¬4)
أَثَعْلَبَةَ الفَوَارِسَ أَمْ رِيَاحًا ... عَدَلَتْ بِهِم طُهَيَّةَ وَالخِشَابَا
أقول: قائله هو جرير بن الخطفي.
وهو من قصيدة بائية من الوافر وفيه القطف.
قوله: "أثعلبة" أراد بها القبيلة وهي ثعلبة بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان، وفي أسد بن خزيمة ثعلبة -أيضًا- وهي ثعلبة بن دُوْدَان بن أسد بن خزيمة، قوله: "أم رياحًا" بكسر الراء وبالياء آخر الحروف، وهي -أيضًا- قبيلة، وهي رياح بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وفي قضاعة -أيضًا- رياح بطن وهو ابن عوف بن عميرة بن الهون بن أعجب
¬__________
(¬1) ينظر جواهر البلاغة في المعاني والبيان والبديع (102) للسيد الهاشمي، وشرح شواهد المغني (495).
(¬2) ينظر في هذه المسألة الكتاب لسيبويه (1/ 142، 143)، ومعاني القرآن للزجاج (4/ 288)، وإعراب القرآن للنحاس (2/ 19)، والارتشاف (2/ 67)، وشفاء العليل (1/ 300)، وهمع الهوامع للسيوطي (1/ 109)، وشرح التسهيل لابن مالك (1/ 329)، (2/ 136)، وشرح الكافية الشافية (374).
(¬3) أوضح المسالك (2/ 166).
(¬4) البيت من بحر الوافر لجرير بن الخطفي، وهو من قصيدة طويلة زادت على المائة بيت في هجاء الراعي النميري ديوانه (2/ 813) تحقيق د. نعمان طه- دار المعارف؛ ومطلعها شاهد مشهور في كتب النحو وهو قوله:
أقللي اللوم عاذل والعتابا ... وقولي إن أصبت لقد أصابا
ومنها البيت الشديد الهجاء، وهو شاهد أيضًا وهو قوله:
فغض الطرف إنك من نمير ... فلا كعبًا بلغت ولا كلابا
والشاهد المذكور في أول القصيدة، الديوان (2/ 814)، وهو أيضًا في الكتاب لسيبويه (1/ 102)، وشرح التصريح (1/ 300)، والأزهية (114)، وشرح الأشموني (2/ 78)، والخزانة (11/ 69)، وشرح أبيات سيبويه (1/ 288)، وروايته في الديوان:
أثعلبة الفوارس أو رياحا ... عدلت بهم طهية والخشابا

الصفحة 982