كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)

ابن قدامة بن حَزْم بن أيان بن حُلوان بن عمران بن إلحاف بن قضاعة، وفي سليم -أيضًا- وهي رياح بن يقظة بن عصبة بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم.
قوله: "طهية" بضم الطاء وفتح الهاء وتشديد الياء آخر الحروف وفي آخرها هاء، وهي حي من بني تميم يقال لهم: بنو طهية بنت عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم.
قوله: "والخشابا" بكسر الخاء المعجمة وبالشين المعجعة وبعد الألف باء موحدة وهي -أيضًا- قبيلة، قال الجوهري: وبنو رزام بن مالك بن حنظلة يقال لهم الخشاب، ثم أنشد البيت المذكور (¬1).
الإعراب:
قوله: "أثعلبة" الهمزة للاستفهام، و: "ثعلبة" منصوب بفعل مضمر يفسره ما بعده، وتقديره: أساويت ثعلبة بطهية، ويختار هاهنا إضمار الفعل، لأن الاستفهام عنه.
فإن قلتَ: لم قدرت ساويت ولم تقدر من لفظ الفعل المفسر؟
قلتُ: لأن لفظة عدلت لا يتعدى إلا بحرف الجر فلا وجه إلا أن يضمر فعل من معنى عدلت.
قوله: "الفوارس" بالنصب [صفة] (¬2) ثعلبة، وهو جمع فارس على غير قياس؛ لأن القياس أن يكون فواعل جمع فاعلة، وقد مر تحقيق الكلام فيه فيما مضى، قوله: "أم رياحًا" أم متصلة لأنه تقدم عليها همزة يطلب بها وبأم التعيين وهو عطف على قوله: "أثعلبة" ويروى: "أو رياحًا".
قوله: "عدلت بهم" أي بثعلبة، وهي جملة من الفعل والفاعل والمفعول، وطهية بالنصب مفعول -أيضًا-، و: "الخشابا" عطف عليه والألف فيه للإشباع.
الاستشهاد فيه:
في قوله: "أثعلبة الفوارس" حيث نصب ثعلبة بعد همزة الاستفهام، وحكم ابن الطراوة (¬3) بشذوذ هذا، وذلك لأن الاستفهام إذا كان عن اسم فالرفع واجب نحو: أزيد ضربته أم عمرو؟ (¬4).
¬__________
(¬1) الصحاح مادة: "خشب".
(¬2) ما بين المعقوفين سقط في (أ).
(¬3) هو أبو الحسين سليمان بن محمد بن عبد الله السبئي المالقي ألف الترشيح في النحو وهو مختصر والمقدمات على كتاب سيبويه (ت 528 هـ)، ينظر بغية الوعاة (1/ 602). وأبو الحسين بن الطراوة وأثره في النحو (19).
(¬4) يجب نصب الاسم المشغول عنه إذا وقع بعد أداة لا يليها إلا الفعل كأدوات الشرط والتحضيض وأدوات الاستفهام غير الهمزة، ويترجح النصب في الاسم المشغول عنه في مسائل منها: أن يكون الفعل المذكور فعل طلب وهو: الأمر والنهي والدعاء كقولك: زيدًا اضربه، وزيدًا لا تهنه، واللهم عبدك ارحمه. ويترجح النصب في ذلك؛ لأن الرفع يستلزم الأخبار بالجملة الطلبية عن المبتدأ. وهو خلاف القياس مع جوازه، ومنها: أن يكون الاسم مقترنًا بعاطف =

الصفحة 983