كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)

شواهد تعدي الفعل ولزومه
الشاهد الحادي والعشرون بعد الأربعمائة (¬1)، (¬2)
إِذَا قِيلَ أَيُّ النَّاسِ شَرُّ قَبِيلَةٍ ... أَشارَتْ كُلَيبٍ بالأكُفِّ الأَصابعُ
أقول: قائله هو الفرزدق.
وهو من قصيدة من الطويل يخاطب بها الفرزدق جرير، وأولها هو قوله (¬3):
1 - وَمِنَّا الذِي اختِيرَ الرِّجَال سَمَاحَةً ... وَجُودًا إِذَا هَبَّ الرِّيَاحُ الزَّعَازِعُ
2 - وَمِنَّا الذِي قَادَ الجِيَادَ عَلَى الوَجَى ... لَنَجرَانَ حَتَّى صَبَّحَتْهَا النَّزَائِعُ
3 - فَوَا عَجَبًا حَتَّى كُلَيبٌ تَسُبُّني ... كَأَن أَبَاهَا نَهْشَلٌ أَوْ مُجَاشِعَ
4 - أَخَذْنَا بِأَطْرَافِ السَّمَاءِ عَلَيكُم ... لَنَا قَمَرَاهَا والنُّجُومُ الطَّوَالِعُ
5 - إِذَا قِيلَ أَيُّ النَّاسِ شَرُّ ...... ... ..................... إلى آخره
1 - قوله: "ومنا الذي اختير ... " فيه إسقاط الخافض -أيضًا- ولكن نصب الاسم بعد ذلك؛ إذ الأصل: اختير من الرجال، يصف قومه بالجود والكرم عند اشتداد الزمان، وذلك في الشتاء وهبوب الرياح الشديدة، و: "الزعازع" [جمع زعزع] (¬4)، وهي الرياح الشديدة، ويقال -أيضًا- زعزاع وزعزوع والجمع زعازيع.
¬__________
(¬1) ابن الناظم (96)، وتوضيح المقاصد (2/ 51)، وأوضح المسالك (2/ 178).
(¬2) البيت من بحر الطويل من قصيدة للفرزدق في الفخر بعد أن سرد مآثر آبائه:
أولئك آبائي فجئني بمثلهم ... إذا جمعتنا يا جرير المجامع
وانظر ديوان الفرزدق (1/ 418)، ط. دار صادر، وتخليص الشواهد (504)، والخزانة (9/ 113)، والدرر (4/ 191)، وشرح التصريح (1/ 312)، وشرح شواهد المغني (2/ 178)، والمغني (61)، والهمع (2/ 36).
(¬3) ديوان الفرزدق (1/ 418)، ط. دار صادر.
(¬4) ما بين المعقوفين سقط في (ب).

الصفحة 988