كتاب المقاصد النحوية في شرح شواهد شروح الألفية (اسم الجزء: 2)
كلام إضافي خبره، والجملة صفة لدين.
[الاستشهاد فيه:
في قوله: "أن تكون حبيبة" حيث حذف منه حرف الجر؛ إذ أصله لأن تكون وفيه خلاف، فادعى الخليل أن محله الجر بدليل عطف] (¬1)، ولا دين بالجر عليه، وهو مذهب الكسائي -أيضًا- ومذهب سيبويه والفراء أنه النصب.
ويقال: مذهب سيبويه هاهنا احتمال الأمرين (¬2)، ويقال: لا دليل في ذلك لجواز أن يكون عطفًا على توهم دخول اللام كما قال زهير بن أبي سلمى (¬3):
بَدَا لي أَنّي لَسْتُ مُدركَ مَا مَضَى ... ولَا سَابِقٍ شيئًا إِذَا كَانَ جَائِيَا
بجر سابق عطفا على مدرك على توهم دخول الباء عليه فافهم (¬4).
الشاهد السادس والعشرون بعد الأربعمائة (¬5)، (¬6)
تَمُرُّونَ الدِّيَارَ ولم تَعُوجُوا ... كلامُكُمُ علي إذًا حَرَامُ
أقول: قائله هو جرير بن الخطفي.
وهو من قصيدة طويلة من الوافر، وأولها هو قوله (¬7):
1 - مَتَى كَانَ الخِيامُ بذي طُلُوحٍ ... سُقيتِ الغَيثَ أَيَّتُهَا الخيامُ
2 - تَنَكَّرَ مِنْ مَعَارِفهَا وَمَالتْ ... دَعَائمُهَا وَقَدْ بلَى الثُّمَامُ
¬__________
(¬1) ما بين المعقوفين سقط في (ب).
(¬2) ظاهر كلام سيبويه أنه يجيز النصب والجر ينظر وشرح التصريح (1/ 313) وقضايا الخلاف النحوية والصرفية في كتاب شفاء العليل للسلسيلي (339) "دكتوراه، بالأزهر.
(¬3) البيت من الطويل في ديوانه (208) تحقيق د. فخر الدين قباوة (دار الفكر بيروت، سوريا)، وهو في شرح التسهيل لابن مالك (1/ 381)، (2/ 52)، (4/ 47)، والمغني (288) والشاهد فيه هنا قوله: "ولا سابق"؛ حيث عطف بالخفض على توهم دخول الباء في الخبر.
(¬4) ينظر المغني (476 - 527).
(¬5) شرح ابن عقيل (2/ 150).
(¬6) البيت من بحر الوافر لجرير بن عطية الخطفي ديوانه (416) ط. دار صادر، (3/ 6) بشرح إيليا الحناوي، ويروى:
أتمضون الرسوم ولم تحيا ... ...............................
وشرح الكافية للرضي (2/ 273، 274)، وشواهد المغني (1/ 311)، وشرح شواهد ابن عقيل للجرجاني (113، 114)، ط. الحلبي، والأغاني (2/ 179)، وتخليص الشواهد (503)، والخزانة (9/ 118)، والدرر (5/ 189)، والمغني (102)، وهمع الهوامع للسيوطي (2/ 83).
(¬7) ديوانه (416) ط. دار صادر، و (1/ 278)، ط. دار المعارف (تحقيق د. نعمان طه).