كتاب طريقة كمية لدراسة معاجم التراجم الإسلامية في العصور الوسطى

الماضية. وبالإجمال فإن حجم النقل انحط إلى الوطأ درجة لفترة 325 سنة التي تغطيها الأشكال البيانية.
لم تصبح نيسابور نفسها –بالطبع- مدينة عديمة الأهمية. الواقع أنها كانت أوسع وأغنى مما كانت خلال الفترات الثلاثة الأولى الموصوفة أعلاه. إن الخطوط البيانية التي تشير إلى سير النقل لا تتعلق بمدينة واحدة فقط، إنما يعكس حركة النقل التي كانت تنتهي عند نيسابور أو تلك التي تمر بنيسابور كنقطة على طريق. وبينما كانت نيسابور تتنامى عملت الأحداث السياسية على الحط من المدن الشرقية العظيمة. وأخيراً فخلال الفترة التي كانت فيها نيسابور في أوج عظمتها الفكرية –وربما كانت أعظم مدينة مبدعة ثقافياً في العالم الإسلامي في تلك الفترة أصبح التطور الذي بدأ منذ تدهور العباسيين حقيقة واقعة مكتملة الجوانب. لقد انفصل الشرق عن الغرب ولم تعد خراسان ملتقى الطرق وأصبحت بدلاً من ذلك نقطة على حدود الشرقية، تذبل وتضوي. وقد تلاشى الجسر الذي أقامه العرب والفرس في ترانسسكسونيا واتجهت أفغانستان نحو الهند. وهذا الاتجاه الجديد نحو الشرق لم يتغير منذ ذلك الحين. وهكذا فبالرغم من المناخ الفكري المزدهر في نيسابور نفسها فإن

الصفحة 57