كتاب جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (اسم الجزء: 12)
ابن المبارك، حم، ع، ك، حل، ض عن عمر (¬1).
¬__________
(¬1) الحديث أخرجه عبد الله بن المبارك في كتاب (الزهد) ص 179 حديث رقم 1513 بلفظ: أخبركم أبو عمر بن حيوية، وأبو بكر الوراق قالا: أخبرنا يحيى قال: حدثنا الحسين قال: أخبرنا ابن المبارك قال: أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمر بن سعيد، عن أبيه، عن عباية بن رفاعة بن رافع قال: بلغ عمر بن الخطاب أن سعدا اتخذ قصرا وجعل عليه بابا وقال: انقطع (الصُّويت) فأرسل عمر محمد بن مسلمة، وكان عمر إذا أحب أن يؤتى بالأمر كما يريد بعثه، فقال له: إيت سعدا فأحرق عليه بابه، فقدم الكوفة، فلما أتى الباب أخرج زنده فاستورى نارًا، ثم أحرق الباب، فأتى سعدا فأخبره ووصف له صفته فعرفه، فخرج إليه سعد، فقال محمد: إنه بلغ أمير المؤمنين أنك قلت: انقطع الصويت فحلف سعد بالله ما قال ذلك، فقال محمد بن مسلمة: نفعل الذي أمرنا ونؤدى عنك ما تقول، ثم ركب راحلته، فلما كان ببطن الرمة أصابه من الخمص والجوع ما الله أعلم به، فأبصر غنما، فأرسل غلامه بعمامته فقال: اذهب فابتع منها شاة، فجاء الغلام بشاة، وهو يصلى -فأراد ذبحها، فأشار إليه أن يكف، فلما قضى صلاته قال: اذهب، فإن كانت مملوكة مسلمة فاردد الشاة، وخذ العمامة، إن كانت حرة فاردد الشاة، فذهب فإذا هي مملوكة، فرد الشاة وأخذ العمامة، وأخذ بخطام راحلته أو زمامها، لا يمر ببقلة إلا خطفها، حتى آواه الليل إلى قوم فأتوه بخبز ولبن وقالوا: لو كان عندنا شيء أفضل من هذا أتيناك به، فقال: بسم الله، كل حلال أذهب السغب خير من مأكل السوء، حتى قدم المدينة فبدأ بأهله فابترد من الماء ثم راح، فلما أبصره عمر قال: لولا حسن الظن بك ما روينا أنك أديت، وذكر أنه أسرع السير، فقال: قد فعلت، وهو يعتذر ويحلف بالله ما قال ذلك فقال عمر: إن أرض العراق أرض رفيعة، وإن أهل المدينة بموتون حولى من الجوع، فخشيت أن آمر فيكون لك البارد ولى الحار، أما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يشبع المؤمن دون جاره -أو قال-: الرجل دون جاره".
والحديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده (مسند عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -) ج 1 ص 55 طبع المكتب الإسلامي بلفظ: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا عبد الرحمن، ثنا سفيان عن أبيه عن عباية بن رفاعة قال: بلغ عمر - رضي الله عنه - أن سعدا لما بنى القصر قال: انقطع الصويت، فبعث إليه محمد بن مسلمة، فلما قدم أخرج زنده وأورى ناره وابتاع حطبا بدرهم، وقيل لسعد: إن رجلا فعل كذا وكذا، فقال: ذاك محمد بن مسلمة، خرج إليه فحلف بالله ما قاله، فقال: نؤدى عنك الذي تقول ونفعل ما أمرنا به، فأحرق الباب، ثم أقبل يعرض عليه أن يزوره فأبى، فخرج فقدم على عمر بن الخطاب، فهجر إليه فسار ذهابه ورجوعه تسع عشرة، فقال: لولا حسن الظن بك لرأينا أنك تؤدى عنا، قال: بلى: أرسل يقرأ السلام ويعتذر ويحلف بالله ما قاله، قال: فهل زودك شيئًا؟ قال: لا، قال: فما منعك أن تزونى أنت؟ قال: إني كرهت أن آمر لك فيكون لك البارد ويكون لي الحار، وحولى أهل المدينة قد قتلهم الجوع. وقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا يشبع الرجل دون جاره".
والحديث ذكره الحاكم في المستدرك على الصحيحين كتاب (البر والصلة) ج 4 ص 167 بلفظ: حدثنا يحيى بن منصور القاضي، ثنا أحمد بن سلمة، ثنا محمد بن المثنى، ثنا أبو أحمد الزبيرى، ثنا سفيان عن عبد الملك بن أبي بشير، عن عبد الله بن أبي مساور قال: سمعت ابن عباس وهو يبخل ابن الزبير ويقول: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول: "ليس المؤمن الذي يبيت وجاره إلى جنبه جائع". =