كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 12)

ورواه مسلم، وغيره (¬1).
وللشيخ العلامة أحمد بن أحمد بن أحمد الطيبي الشافعي رحمه الله تعالى، وسمعته منه: [من الطويل]
وَخَيْرُ عِبادِ اللهِ أَنْفَعُهُمْ لَهُمْ ... رَواهُ عَنِ الأَثْباتِ كُلُّ نبِيهِ
وإنَّ إِلَهَ العَرْشِ جَلَّ جَلالُهُ ... يُعِينُ الفَتَى ما دامَ عَوْنَ أَخِيهِ
وقلت: [من مجزوء الرجز]
أَعِنْ أَخاكَ فِي الَّذِي ... لَيْسَ يَكُونُ الإِثْمُ فِيهِ
فَاللهُ فِي عَوْنِ الفَتَى ... ما كانَ فِي عَوْنِ أَخِيهِ

- ومن أحوال الطير: التبكير بالطاعة والذكر، وطلب الرزق.
روى الخطيب عن علي رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ الطَّيْرَ إِذَا أَصْبَحَتْ سَبَّحَتْ رَبَّهَا وَسَألتْ قُوْتَ يَوْمِهَا" (¬2).
وتقدم عن أبي جعفر رضي الله تعالى عنه: إِنَّ الْعَصَافِيْرَ قَبْلَ طُلُوْعِ الشَّمْسِ تُسَبِّحُ رَبَّهَا وَتَسْأَلُ قُوْتَ يَوْمِهَا (¬3).
وكذلك ينبغي للمؤمن أن يُباكر ذكر الله تعالى وطاعته؛ فقد امتنَّ الله تعالى على المستغفرين بالأسحار، وأرشد إلى التَّسبيح بالعشي والإبكار.
¬__________
(¬1) رواه مسلم (2699)، وأبو داود (4946)، وغيرهما من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(¬2) رواه الخطيب البغدادي في "تاريخ بغداد" (11/ 97).
(¬3) تقدم تخريجه.

الصفحة 35