كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 12)

رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رحيمًا بالعيال (¬1).
وأخرجه ابن عساكر، وقال: كان أرحم الناس بالصبيان والعيال (¬2).
وروى البخاري في "الأدب المفرد"، وعنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحيماً، وكان لا يأتيه أحد إلا وعده وأنجز له إن كان عنده (¬3).
ويكفي في وصفه بالرأفة والرحمة قوله تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَاعَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128].
وكذلك ينبغي للمؤمن أن يكون كذلك متخلقاً بهذه الأخلاق الكريمة، ولا تتم له إلا بالعلم، فمن جمع بين العلم والرحمة، وأجراهما مجراهما، فهو أفضل الناس اتباعاً للنبي - صلى الله عليه وسلم -، ولذلك كان أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أرحم الأمة بالأمة؛ أي: بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وروى ابن جرير عن أبي صالح الحنفي رحمه الله تعالى - مرسلاً - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ رَحِيْمٌ يُحِبُّ الرَّحِيْمَ، يَضَعُ رَحْمَتَهُ عَلَى كُلِّ رَحِيْمٍ".
قالوا: يا رسول الله! إنَّا لنرحم أنفسنا وأموالنا وأزواجنا.
¬__________
(¬1) رواه الطيالسي في "المسند" (2115).
(¬2) تقدم تخريجه.
(¬3) رواه البخاري في "الأدب المفرد" (278).

الصفحة 58