كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 12)

وربما قالوا: كلب عائر خير من أسد رابض.
والعائر: المتردد.
قال الزمخشري: والعامة تقول: كلب طوَّاف خير من أسد رابض؛ يضرب في تفضيل الضعيف إذا تصرف في الكسب على القوي إذا تقاعس (¬1).
ولاشك أنَّ الحركة في طلب الرزق مع الاعتماد على فضل الله والثقة به أولى بالمؤمن من أن يكون بطالاً؛ لا سيما إذا لم يشتغل بالعبادة.
وفي المثل: كل طائر يصيد قدره.
قال الزمخشري: يضرب في إقدام المرء على ما يقدر عليه (¬2).
قلت: وأبلغ منه قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وسْعَهَا} [البقرة: 286].
وهذا استطراد حسن، ولنعد إلى ما يتعلق بالنحل.

- ومن أوصاف النحل: ما أشار إليه سيدنا علي رضي الله تعالى عنه فيما رواه الدينوري عنه قال: كونوا في الناس كالنحل في الطير؛ إنه ليس شيء في الطير إلا وهو يستضعفها، ولو تعلم الطير ما في أجوافها لم يفعلوا ذلك بها.
¬__________
(¬1) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (2/ 222).
(¬2) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (2/ 228).

الصفحة 76