كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 12)

هذه الأمة كل منافق عليم.
ثم كتب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله تعالى عنه أن أَدْنِ الأحنف منك، واسمع منه، وشاوره (¬1).
وفي رواية عن الأحنف: وعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: كنت عنده جالساً فقال: إن هلكة هذه الأمة على يدي كل منافق عليم، وقد رمقتك فلم أر منك إلا خيراً، فارجع إلى قومك؛ فإنهم لا يستغنون عن رأيك (¬2).
وروى الإمام أحمد في "المسند" عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنه سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَىْ أُمَّتِيْ كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيْمِ اللِّسَانِ" (¬3).
وأقول: [من الوافر]
عَلَيْكَ بِصُحْبَةِ العُلَماءِ إِذْ هُمُ ... هُداةُ النَّاسِ فِي ظُلَمِ الزَّمانِ
عَنَيْتُ العامِلِينَ وَلَسْتُ أَعْنِي ... مِنَ العُلَماءِ عَلاَّمَ اللِّسانِ
يُنافِقُ مَنْ يَراهُ لأَجْلِ دُنْيا ... ويمْعِنُ فِي التَّفَصُّحِ وَالبَيانِ
¬__________
(¬1) ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (7/ 94)، والفريابي في "صفة المنافق" (ص: 53).
(¬2) رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في "زوائد الزهد" (ص: 235).
(¬3) رواه الإمام أحمد في "المسند" (1/ 22)، وكذا البزار في "المسند" (305).

الصفحة 91