كتاب حسن التنبه لما ورد في التشبه (اسم الجزء: 12)

فَإِنْ فَتَّشْتَ عَنْ أَعْمالِهِ لا ... تَجِدْهُ أخاً لأَعْمالٍ حِسانِ
رآهُ النَّاسُ فَافْتُتِنُوا بِما قَدْ ... رَأَوْا مِنْهُ أَشَدَّ الافْتِتانِ
وقرأت في بعض المجاميع حديثاً: "الْمُؤْمِنُ فِي الْمَسْجِدِ كَالسَّمَكِ فِيْ الْمَاءِ، وَالمُنَافِقُ فِيْ الْمَسْجِدِ كَالطَّيْرِ فِيْ الْقَفَصِ" (¬1).
ولم أجده في كتب الحديث مع التطلُّب، ولكن معناه صحيح يشهد له الحديث المتقدم: "إِذَا رَأَيْتُمْ الرَّجُلَ يَعْتَادُ الْمَسْجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإيْمَانِ" (¬2).
وفي كتاب الله: {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ} [التوبة: 18].

- ومن ذلك: الإبل.
وهي توصف بالحنين، وهو الشوق وتوقان النفس، وهي تحن إلى أوطانها، وتشتاق إلى معاطنها حتى قالوا في المثل: لا أفعله ما حنت الإبل.
وقالوا: ما حنت النيب، وهي جمع ناب، وهي المسنة من النوق (¬3).
¬__________
(¬1) قال العجلوني في "كشف الخفاء" (2/ 388): لم أعرفه حديثاً، وإن اشتهر بذلك، ويشبه أن يكون من كلام مالك بن دينار، فقد نقل المناوي عنه أنه قال: المنافقون في المسجد كالعصافير في القفص.
(¬2) تقدم تخريجه.
(¬3) انظر: "المستقصى في أمثال العرب" للزمخشري (2/ 247).

الصفحة 92