- ومن الإبل: الجمل الأنوف، ويقال له: الآنف - بالمد، وبالقصر - وهو الذلول، أو المخزوم الذي لا يمتنع على قائده، بل ينقاد للولد الصغير؛ وأصله من: أنف - كعَلِمَ - إذا اشتكى أنفه من البرة، فهو أنف - كتَعِب -؛ عن ابن السكيت (¬1).
وكذلك ينبغي للمؤمن أن يكون منقاداً لطاعة الله وأوامره.
وفي حديث العرباض بن سارية المتقدم - رضي الله عنه -: وعظنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - موعظة ذرفت منها العيون ... الحديث.
[وفي رواية]: "وَعَلَيْكُمْ بِالطَّاعَةِ وَإِنْ كَانَ عَبْدًا حَبَشِيًّا؛ فَإِنَّ الْمُؤْمِنَ كَالْجَمَلِ الآنِفِ حَيْثُ قِيْدَ انْقَادَ، وَإِنَّ أُنِيخَ عَلَىْ صَخْرَةِ اسْتنَاخَ". رواه أبو داود، وغيره (¬2).
وروى الإمام عبد الله بن المبارك عن مكحول مرسلاً، والعقيلي، والبيهقي في "الشعب"، والديلمي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "الْمُؤْمِنُوْنَ هَيِّنُوْنَ لَيِّنُوْنَ كَالْجَمَلِ الآنِفِ؛ إِنْ قِيْدَ انْقَادَ، وَإِنْ أُنِيْخَ عَلَىْ صَخْرَةِ اسْتَنَاخَ" (¬3).
¬__________
(¬1) انظر: "إصلاح المنطق" لابن السكيت (ص: 249).
(¬2) رواه أبو داود (4607)، وابن ماجه (43) واللفظ له دون قوله: "وإن أنيخ على صخرة استناخ".
(¬3) رواه بن المبارك في "الزهد" (1/ 130) عن مكحول مرسلاً.=