كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 12/ 1)

الشعوب الإِسلامية قبل هذا غير معروفة لشيوخ الأزهر بتفصيل، أو كانت كلمة الأزهر لا تصل إلى من في أقصى الشرق والغرب إلا بعد أمد طويل، فإن وسائل الاطلاع على أحوال الجماعات الإِسلامية في هذا العصر متيسرة، والطرق التي تصل منها نصيحة رئاسة الأزهر إلى جماعات المسلمين على بعد أوطانهم غير متعسرة، وقد أصبحت الرسائل بتمهيد وسائل المواصلات ترد هذه الرئاسة من البلاد القاصية في أيام معدودة، ولا شك في أن انتظام المواصلات يجعل ارتباط الأزهر بالأقطار الإِسلامية في هذا العصر أشد من ارتباطه بها في العصور السالفة.
وأذكر -على وجه المثل-: أن مسلمي الصين -وهم عشرات من الملايين- لا تعرف لهم صلة بالأزهر، وقد بلغهم صوته في هذا العهد، فقاموا يسعون إلى تأكيد الرابطة بينهم ويينه؛ لينالوا ما نالته الشعوب الأخرى من علم وهداية. وجاء في رسالة لهم إلى رئاسة الأزهر: أنهم عقدوا العزم على إرسال طائفة منهم إلى الأزهر؛ ليتفقهوا في الدين، ويقوموا بالدعوة والإِرشاد في بلادهم إذا رجعوا إليها، وتلقت الرئاسة هذه الرسالة بارتياح.
* المدرسون:
في سنة 1293 هـ كان عدد المدرسين 361، وفي هذا العهد سنة 1349 هـ يبلغون زهاء 713 مدرساً: مدرسو العلوم الدينية والعربية 505، ومدرسو العلوم الحديثة والخط والإملاء 208، وكثير من مدرسي العلوم الحديثة أزهريون تخرجوا من الأزهر بعد أن صارت تدرس فيه هذه العلوم.
والمدرسون في الأزهر أحرار في نقدهم وآرائهم، فللمدرس أن ينقد آراء أهل العلم من قبله ما شاء، فإن وجده أهلُ العلم على حجة، تقبلوا رأيه

الصفحة 128