كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 12/ 1)

والأعمال الصالحة، وذكرت له ما يترتب عليها من خير وسعادة، وجدته لا يذكر تلك الأخلاق والأعمال إلا وقد حضر في ذهنه ما يقع عقبها من الخير والسعادة، فينهض لها بقوة، وهذا شأنه حين تذكر له السيرة القبيحة، وتبين له ما يتصل بها من عواقب تعود عليه بالضرر والتهلكة، فإنه لا يخطر بباله شيء من الخلق الرذيل أو العمل القبيح إلا وقد حضر في ذهنه ما يعقبه من ضرر، فيدعوه ذلك إلى الكف عنه.
ولا ريب أن من لم يلقن فوائد الآداب الفاضلة والأعمال الصالحة، ويكون خالي الذهن مما يترتب على الأعمال المكروهة من فساد، تجده يذكر الفعلة القبيحة، فلا ينتقل ذهنه إلى شيء يردعه عنها، فيأتيها إجابة لداعي الشهوة.
ومتى كان تعليم الأخلاق وتقويم السيرة من جهة الدين، رأيت الناشئ يذكر جلال الله في كل وقت يهم فيه بامر نهى عنه ذو الجلال، وفي ذلك عصمة أي عصمة.

الصفحة 163