كتاب موسوعة الأعمال الكاملة للإمام محمد الخضر حسين (اسم الجزء: 12/ 1)

فقد وازنها من المتقدمين: نجم الدين أبو موسى المعروف بالقمراوي، ومن المتأخرين: أمير الشعراء شوقي بك.
ومثل قصيدة الشاعر صرّدر، التي يقول في طالعها:
أكذا يجازى ود كل قرين ... أم هذه شيم الظباء العين
فقد وازنها ابن التعاويذي بقصيدة نظمها في وزنها وعلى قافيتها، وكذلك فعل ابن المعلم.
والشعر الحائز للمزيتين: هو الذي يرتفع به قدر الشاعر، ويأخذ به في قلوب الأدباء مهابة، ويحميه من أن يتعرض الشعراء لهجائه.
هجا الأحوص رجلاً، فجاء الرجل إلى الفرزدق يطلب إجازته بهجاء الأحوص، فقال له: أليس الأحوص هو الذي يقول:
ألا قف برسم الدار فاستنطق الرسما ... فقد هاج أحزاني وذكرني نُعما
قال: بلى، قال: والله! لا أهجو رجلاً هذا شعره!
وأكثر ما يختلف الرواة في نسبته من الشعر: هو الشعر البارع في نظمه ومعناه، مثل الأبيات المصدرة بقول قائلها:
وقانا لفحةَ الرمضاء وادٍ ... سقاه مضاعَف الغيث العميمِ
فقد نسبها بعضهم إلى المنازي من أدباء الشرق، ونسبه الآخرون إلى حميدة الأندلسية.
ومثل قول القائل:
رعى الله ليلات تقضت بقربكم ... قصاراً وحياها الحيا فسقاها
فما قلت إيه بعدكم لمسامرٍ ... من الناس إلا قال قلبي آها

الصفحة 168